يسأل فتحي عبدالحافظ حسن المقيم بمدينة كفر الدوار لي صديق يجمع بين الصلاتين "الظهر والعصر" "المغرب والعشاء" تقديما وتأخيرا بدون سفر ولا مرض ولا مطر ويقول إن الدين يسر فهل صلاته هذه أصل في شريعة الإسلام؟ ** يجيب الشيخ زكريا نور من علماء الأزهر: روي البخاري ومسلم عن أبي عباس رضي الله عنهما أنه قال صلي النبي- صلي الله عليه وسلم -بالمدينة سبعا وثمانيا الظهر والعصر والمغرب والعشاء وفي ظل الجماعة إلا البخاري وابن ماجه جمع بين الظهر والعصر وبين المغرب والعشاء من غير خوف ولا مطر وعند مسلم في هذا الحديث من طريق سيد بن جبير رضي الله عنه قال: فقلت لابن عباس لم فعل ذلك؟ قال أراد ألا يحرج أحدا من أمته. وأخرج الطبراني مثله عن ابن مسعود رضي الله عنه مرفوعا ولفظة "جمع رسول الله صلي الله عليه وسلم بين الظهر والعصر وبين المغرب والعشاء" فقيل له في ذلك فقال: صنعت هذا لئلا تحرج أمتي. والحديث ورد بلفظ: من غير خوف ولا سفر وبلفظ من غير خوف ولا مطر ولم يقع مجموعا بالثلاثة في شيء من كتب الحديث أي بلفظ من غير خوف ولا مطر والمشهور من غير خوف ولا سفر. وجاء في رواية البخاري ومسلم عن ابن عباس في صلاة النبي صلي الله عليه وسلم بالمدينة سبعا وثمانيا أن أيوب السختياني سأل أبا الشعثاء جابر بن زيد الراوي عن ابن عباس وقال له: لعله في ليلة مطيرة قال عيسي وابن عباس كان يفعل كما فعل النبي صلي الله عليه وسلم فإن أبا الشعثاء يقول كما رواه النسائي أن ابن عباس صلي الظهر والعصر ليس بينهما شيء والمغرب والعشاء ليس بينهما شيء فعل ذلك من شغل وفيه رفعه النبي صلي الله عليه وسلم وفي رواية مسلم أن شغل ابن عباس المذكور كان بالخطبة وأنه خطب بعد صلاة العصر إلي أن بدت النجوم ودخل الليل ثم جمع بين المغرب والعشاء وفيه تصديق أبي هريرة لابن عباس في رفعه هذا بعض ما ورد من الأحاديث والآثار في الجمع بين الصلاتين كما يصلي صديقك. * يسأل: هيثم محمود من القاهرة: هل سيرد أهل الجنة علي النار أيضا قبل النعيم؟ ** يجيب الشيخ إسماعيل نورالدين من علماء الأزهر يقول الله تبارك وتعالي "وإن منكم إلا واردها كان علي ربك حتما مقضيا ثم ننجي الذين اتقوا ونذر الظالمين فيها جثيا" الضمير في "منكم" اختلف فيه فقيل أن المراد به الناس جميعا مؤمنهم وكافرهم بمعني أن كل إنسان حتي الأنبياء والرسل سيردون النار ويمرون بها ويشهدون أهوالها دون أن يصيبهم منها أذي بل ستكون بردا وسلاما عليهم وأن المؤمنين حين يمرون بجهنم ثم يخلصون منها إلي الجنة يشهدون عظمة النعمة وجلالتها التي أنعم الله بها عليهم وإذا عافاهم من هذا البلاء العظيم الذي رأوه رأي العين وقيل أن الضمير في "منكم" يعود إلي هؤلاء المجرمين الذين سبقوا إلي جهنم واجتمعوا حولها جاثين علي ركبهم لم يدخلوها بعد ثم ينتزع من بينهم وقادة الضلال والكفر فيهم فيلقي بهم في جهنم كما جاء في قوله تعالي "ثم لننزعن من كل شيعة أيهم اشد علي الرحمن عتيا ثم لنحن أعلم بالذين هم أولي بها صليا".