كتب بيتر ماكاي في جريدة الديلي ميل البريطانية يصف رحلة قام بها في نهر النيل بين الأقصروأسوان. فقال: نحن الآن بعد ستين عاماً من عزل الملك فاروق. نقيم في الباخرة "مصر" التي كان يملكها فاروق وقد تحولت الآن إلي باخرة فاخرة تبحر في النيل. وكل أجنحة السفينة التي أقيمت احتفالاً بأحد أعياد ميلاد الملك فاروق مكيفة الهواء. وفي الباخرة الآن 45 راكباً ويقوم بخدمتنا ورعايتنا طاقم مؤلف من 63 فرداً أثناء الرحلة من الأقصر إلي السد العالي. ولا يوجد أفضل من الوقت الحالي للقيام بهذه الرحلة. فمصر في مرحلة اضطرابات والأسعار انخفضت والجماهير السياحية الغفيرة تلاشت. في الباخرة "مصر" الأسرة مريحة والزهور والفواكه معروضة علينا وتوجد شرفات تطل علي النهر وتنساب ونتابع أمامنا مصر القديمة والمآذن ومصايد الأسماك والبيوت المتواضعة علي ضفتي النهر. وأشتري طربوشاً أسود له زر أصفر لأدخل في المناخ المصري بمساعدة سائق نوبي أسود. بينما الباخرة تتجه إلي أسوان والسد العالي العظيم الذي بني بين عامي 1960 و1970 بعد أن قدمت روسيا لمصر قرضاً قدره 1.2 بليون دولار بفائدة 2 في المائة. وأعد عشاء متنوعاً فاخراً في قاعة العشاء. أصناف الطعام لذيذة شهية. أنواع اللحوم متعددة. والفطائر متنوعة. ولم يحدث مرة واحدة أن كانت وجبة الطعام سيئة ونحن علي ظهر الباخرة التي تزهو بنظام صحي سليم. وحتي الماء. ننحني إذا شربناه. رغم أن الأطفال يسبحون قرب أسوان والمسافة إليها 133 ميلاً فقط. ونحن لسنا في عجلة للوصول إليها. ونتوقف عند إدفو لنشاهد معبد حورس. وليلة في كوم أمبو. حيث يقيم قائد السفينة حفلاً. وفي اليوم الثاني نصل أسوان. حيث نشاهد حدائق النباتات وتنظم لنا رحلة إلي متحف النوبة. ويحتفظ بعضنا بنشاطه لمساء حفل الطربوش. ونرتدي جميعاً الملابس المصرية ونؤدي رقصة الكونجا. واثنان منا فقط رفضا ارتداء الملابس المصرية. وظلا يبدوان بائسين. ولم يتمكنا من استعادة ملامحهما بعد ذلك. وبمراجعة دفتر الزائرين للباخرة مصر أري اسم رئيس الوزراء السابق جون ماجور وزوجته نورما.. وأسوان مؤثرة والسد هو السد.. وكان يبدو متفاجئاً لو أن مياه النهر سارت في عكس اتجاهها. ونعبر فندق كتاراكت القديم. حيث استراح هوارد كارتر وهو يبحث عن توت عنخ آمون وأجاثا كريستي وهي تكتب "موت عند النيل". وفي اليوم الرابع نزدحم في أتوبيسات إلي صحراء أبوسمبل. حيث يوجد معبدان ضخمان ارتفعا فوق السد العالي حتي لا يغرقا في بحيرة ناصر وهما مثالان لعبقرية النحت كل منهما يواجه الآخر. وللمرة الثانية قبل الفجر نرتفع في منطاد فوق معبد حتشبسوت ووادي الملوك. ولا أظن أنه توجد تجربة مثيرة أفضل من هذه. ونحن نطل علي مصر كلها!