أثبت الشعب المصري بالدليل القاطع انه شعب وطني وفاهم وواع ومخلص لهذا البلد ولا يستطيع أحد أن "يغميه" ويسوقه علي هواه إلي المجهول أو الجحيم. تحدي شعبنا الأبي الدعوة المشبوهة للعصيان المدني وخرج يشارك في كرنفال الوطنية.. الكل إلا أعداد يسيرة رفضوا التآمر علي بلادهم وألغوا اجازة السبت في كل المصالح والشركات.. وأصروا علي العمل بل وزيادة ساعاته.. والكثيرون منهم تبرعوا بأجر يوم أو ساعات لخزانة الدولة. مشهد وطني به الكثير من الصور والمعاني المضيئة التي يجب إبرازها.. وبه أيضاً صور أخري لطيور الظلام الذين صعقهم الفولت العالي لتحدي الشعب فأخذوا يخرفون ويتخبطون ويأتون بتصرفات هيستيرية لإنقاذ ماء وجههم أو ما يمكن انقاذه منه.. ومع ذلك فشلوا ولبسوا طُرح. لقد تعمدت الخروج يوم السبت لأتابع عن قرب ما يجري.. فوجدت ما يجعلني أجدد فخري بمصريتي. كل الجهات رفضت التوقف عن العمل والانتاج متحدية الدعوة الهدامة.. المصالح الحكومية. السكة الحديد. مترو الأنفاق. المواصلات العامة. الطيران. السياحة. المحلات. المولات. السينمات والمسارح. المستشفيات. الإسعاف. محطات الكهرباء. وباقي المرافق التحتية والفوقية. الشركات الكبري العامة والخاصة خاصة شركات الحديد والصلب والأسمنت والغزل والنسيج. البريد. المجمعات. المناطق الصناعية. المطاعم السياحية. معظم الجامعات والمدارس.. وغيرها. الكل قال كلمته برفض العصيان المدني من خلال العمل والانتاج.. وهذا في حد ذاته صفعة مدوية لدعاة الفوضي والتخريب. لقد فاجأني مواطن يستقل سيارته فوق الطريق الدائري وكان أمامي بالضبط.. ووجدته يضع لوحة كبيرة بعرض الزجاج الخلفي مكتوب عليها : "أنا نازل شغلي".. شكراً أيها المواطن الشريف ويا كل مواطن شريف فعل مثلك. ان رفض العصيان من جموع شعب مصر كان رسالة نارية لدعاة الهدم الذين اعترفوا وهم أذلاء بفشل العصيان وبرروا هذا الفشل تارة بأن الوقت لم يكن مناسباً وتارة أخري بالتشويه المتعمد للثوار. وأقول لهم: إذا كان الوقت غير مناسب فهذا يؤكد انكم أغبياء. أما التشويه فإن أحداً لا يجرؤ علي تشويه الثوار الحقيقيين الذين هم شباب الثورة. أنتم لستم من الثوار بل مخربين.. الثوار الحقيقيون رفضوا دعوتكم القذرة صراحة. انكم تتمسحون في الثوار وتشوهونهم عندما تدعون انكم ثوار.. ولن تكونوا منهم أبداً. مع ذلك.. فإن ما تقولون عنه انه "تشويه" لم يكن كذلك بل هو مجرد توعية للشعب بالمعاني المدمرة والأغراض الدنيئة لدعوة العصيان في هذا التوقيت بالذات وتلك الظروف. لم يجبر أحد أي أحد علي عدم العصيان.. لكن الناس فهمت ووعت وكشفت أغراضكم بالتوعية تارة ومن تلقاء نفسها تارة أخري. ان رفض العصيان أصاب الكثيرين بالخضة والذعر والسكتة القلبية.. فارتكبوا حماقات عديدة.. ولضيق المساحة أذكر مثلين منها: * الأول.. القبض علي صحفي استرالي وطالب أمريكي بالجامعة الأمريكية ومترجمة سياحية وهم يحاولون توزيع مبالغ مالية علي المواطنين في المحلة لتحريضهم علي العصيان المدني خاصة عمال شركة الغزل والنسيج وارتكاب أعمال تخريبية هناك.. إلا أن المواطنين أنفسهم أمسكوا بهم وسلموهم للشرطة. * الثاني.. حركة 6 ابريل أصدرت بياناً مساء الجمعة أكدت فيه ان السبت إضراب عام وليس عصياناً مدنياً.. وعندما وجدت ان هذا اليوم لن يكون فيه اضراب أو عصيان وزعت منشورات بالمحافظات منها 10 آلاف منشور بالإسماعيلية وحدها تدعو فيه الناس صراحة للعصيان المدني مع شرح لما يعنيه هذا العصيان من ألا يقوم المواطن بعمل أي شيء يخدم الدولة. بماذا نسمي هذا وذلك؟.. أليس تخريباً وجزءاً من مؤامرة كبيرة ضد مصر؟.. يجب أن نسمي الأشياء بمسمياتها الحقيقية. لذا.. فإنني أرفض ما قاله د. عادل عفيفي رئيس حزب الأصالة السلفي من أن الداعين للعصيان المدني من الفلول! ربما يكون بعض الفلول قد دخلوا علي الخط وركبوا الموجة.. لكن يا سيدي فإن أصحاب الدعوة الأصلية ليسوا أبداً من الفلول.. لأن أول من أطلقها هو د. محمد البرادعي قبل أن يخلع من مصر كالعادة ثم سار في ركابه 6 ابريل وبعض النشطاء وهؤلاء لا يمكن أن يكونوا من الفلول!! الحمد لله.. السبت كان درساً قاسياً لأصحاب النفوس المريضة والضمائر الخربة. وانتظروا دروساً أخري.