اتجاه حزب العدالة والحرية صاحب الأغلبية في مجلس الشعب إلي اقالة حكومة الدكتور كمال الجنزوري وتكليف الدكتور محمد مرسي رئيس الحزب بتشكيل حكومة ائتلافية من ستة أحزاب خطوة غير محسوبة ومتعجلة وسوف تؤدي إلي مضاعفة المشاكل التي تعيشها مصر والتي تواجه الحكومة الحالية. خبرة الدكتور الجنزوري في إدارة البلاد وخاصة فيما يتعلق بالشئون المالية والاقتصادية لايستهان بها.. وهو يملك الرؤية الصحيحة لحل هذه المشاكل لو ساعده البرلمان ذو الأغلبية الإسلامية علي ذلك. الجنزوري لديه الآن علي الأقل خطة لحل المشاكل العاجلة ليبني عليها من يتولي المسئولية بعده.. بشرط أن يساعده البرلمان والأحزاب والائتلافات السياسية علي استقرار الأمور. وتحريك عجلة الانتاج والعمل علي سد العجز الرهيب في موازنة الدولة. لو وضعت كل الفئات والأطياف السياسية أمامها هدف انقاذ مصر وأخذت بمبدأ الايثار وتأجيل المطالب الفئوية. وتشجيع العاملين علي زيادة الانتاج واعادة تشغيل أدوات الانتاج المعطلة. وتحقيق الاستقرار لجذب الاستثمارات المحلية والأجنبية.. لو فعلوا ذلك لوضعت مصر نفسها علي الطريق الصحيح وأرست قاعدة صلبة للبناء والتنمية بحيث تأتي الحكومة الجديدة لتكمل بدلا من البداية من الصفر. لاشك أن الدكتور محمد مرسي عندما يكلف بتشكيل الحكومة الجديدة سيأتي بوزراء جدد لم يسبق لهم أن دخلوا معترك السياسة العملية.. قد يكون لديهم نظريات جديدة وجيدة.. ولكن التطبيق علي أرض الواقع شيء مختلف تماما.. وأخشي أن يتخبط هؤلاء الوزراء فتزداد المشاكل بدلا من أن تنحسر. هؤلاء الوزراء الجدد سيفاجأون بكم هائل من المشكلات المتراكمة حتي من قبل انطلاق ثورة 25 يناير.. وجاءت الثورة وصاحبها انفلات أمني في كل انحاء مصر. وصاحبها مطالب فئوية لا حصر لها.. مظاهرات واضرابات واعتصامات وامتناع عن العمل حتي أصبح الاصلاح يكاد يكون ميئوسا منه. ماذا ستفعل الوزارة الجديدة في عجز الموازنة.. وكيف تسد هذا العجز في ظل امتناع الدول الغربية ومعها أمريكا وحتي الدول العربية عن مد يد العون سواء بالمساعدات أو بالقروض؟ ماذا ستفعل الوزارة الجديدة لمواجهة مشكلة الخبز وقد اصبحنا نشتري الرغيف ب 50 قرشا بل و100 قرش.. اي وصل سعر الرغيف الي جنيه كامل؟! وماذا ستفعل بالنسبة لمشكلة البوتاجاز ومشكلة البنزين ومشكلة البطالة ولدينا الآن 8 ملايين شاب عاطلين يبحثون منذ سنوات عديدة عن فرصة عمل ولدينا مايزيد علي مليوني متسول في الشوارع؟! حكومة ائتلافية من 5 أو 6 أحزاب كل منها له أهدافه وسياساته ستكون حكومة متنافرة.. والسلفيون يركزون بالذات علي حقيبة التربية والتعليم ولاندري لماذا هذه الوزارة بالذات.. مع احترامي الكبير للإخوة السلفيين أخشي أن يأخذهم الشطط بعيدا عن المناهج العلمية ومحاولة اضفاء طابع ديني علي التعليم وهذا مبعث الخطورة.. فكم طالبنا بحل مشكلة التعليم علي مستوي الدولة وليس علي مستوي حكومة أو وزير.. النهوض بالتعليم لابد أن يكون قائما علي رؤية علمية متطورة لأنه الاساس الذي يمكن أن تبني عليه مصر مستقبلا. اتركوا الجنزوري وساعدوه بكل ما أوتيتم من قوة.. فالرجل مخلص في توجهه ويريد أن يفعل شيئا.. وعندما يضع الأساس الراسخ تسلموا المسئولية.. فهي ليست سهلة.. ولكنها حمل ثقيل.