قال الله تعالي: "وهو الذي مرج البحرين هذا عذب فرات وهذا ملح أجاج وجعل بينهما برزخا وحجرا محجورا".. اكتشف الباحثون بعد مسح عدد كبير من مناطق اللقاء بين الأنهار والبحار أن منطقة المصب بيئة متميزة في صفاتها الطبيعية والإحيائية عن النهر شديد العذوبة وعن البحر شديد الملوحة رغم تداخل المياه وتحركها بينهما بحسب مد البحر وجزره وفيضان النهر وجفافه. وكأن حاجزا يفصل بيئة المصب عن بيئة النهر وبيئة البحر. ويحافظ علي هذه المنطقة بخصائصها المميزة رغم عوامل المزج كالمد والجزر وحالات الفيضان والانحسار التي تعتبر من أقوي عوامل المزج. وبتصنيف البيئات الثلاث باعتبار الكائنات الحية التي تعيش فيها تعتبر منطقة المصب حجراً علي معظم الكائنات الحية التي تعيش فيها. لأن هذه الكائنات لا تستطيع أن تعيش إلا في منطقة المصب ذات الخصائص المميزة. وهي في نفس الوقت منطقة محجورة علي معظم الكائنات التي تعيش في البحر والنهر لأن هذه الكائنات تموت إذا دخلتها بسبب اختلاف خصائصها.. وبالتالي تحددت حدود الكتل المائية الثلاث: ماء النهر. وماء البحر. وبينهما ماء منطقة المصب التي وصفت في الآية الكريمة بكونها برزخا أو حاجزا يمنع طغيان صفة ملوحة البحر علي النهر أو عذوبة النهر علي البحر. وميزت بيئة المصب بأنها حجرا علي ما فيها من كائنات حية محجورة علي ما يعيش خارجها في النهر أو البحر. وهذا يعني تمايز البيئات الثلاث في الصفات الطبيعية وفي الكائنات الحية.