يهرب البعض أحيانا من السياسة ومتابعتها الي الآدب قراءة أو كتابة. إلا أن ما يربطهما لا ينفصم الأدب والسياسة وجهان للحياة التي نعيشها وهناك اناس مهنتهم الادب. قصة أو رواية أو حتي نقدا. الا أنهم لايستطيعون الفرار من قبضة اللحظة ويرون أن الكتابة بمختلف انواعها ضرب من ضروب الرفض. رفض الزيف ورفض الواقع المهترئ. املاً في بناء حقيقي يعيش تحت سقفه وبين جوانبه كل قطاعات الوطن. من هؤلاء الاستاذ محمد جبريل. قاص وروائي وناقد في وقت فراغه. لم يترك قلمه في احلك الظروف وكان هذا القلم سبباً لمشاكل مهنية ووظيفية كنت واحدا من الشهود الاحياء عليها. محمد جبريل صاحب عمود اسبوعي في جريدتنا المساء ومحرر صفحة ادبية مميزة علي مدار سنوات وقاص وروائي مبدع منذ أن وضع قدمه علي درب الكتابة والابداع. يكتب الأدب والسياسة لتظهر مجموعته القصصية الاخيرة "باب العزيزية" التي تضم اثنتي عشرة قصة. لم نعرف اسم باب العزيزية ولم ينتشر إلا عند قيام الثورة الليبية باب العزيزية قصر العقيد القذافي والذي شهد نهايته المأساوية علي ايدي الثوار في العزيزية كان الناس يهتفون للقذافي وفي جلساتهم يلعنون فيه وإذا كان جبريل قد اختار عنوان باب العزيزية اسماً لمجموعته القصصية التي صدرت مؤخرا عن الهيئة العامة لقصور الثقافة. فإن هذا العنوان يؤكد تداخل الأدب بالسياسة وتفاعل كل منهما للآخر. المجموعة تشمل قصصا أخري غير باب العزيزية منها "شيخ الوقت" و"وقوت القلوب" و"الغربان" وغيرها من القصص التي نشرها جبريل فرادي في عدد من الصحف السيارة. إلا أن باب العزيزية قد جمع المخاوف ليس في طرابلس وحدها ولكن في جميع المدن العربية التي تخمرت فيها الثورات ما عرف بالربيع العربي وانطلقت لتدك حصون الطغاة رغم التحصينات التي اقاموها والعسس الذين نشروهم والوشاة الذين زرعوهم في ارجاء وطننا العربي. جو باب العزيزية في قصة محمد جبريل لايختلف عن الجو العام في كل عواصمنا العربية قبل الثورات عندما كان الكل يخفي مشاعره خوفاً من التصفية بكل اشكالها كان الكل يخشي من النظرات التي تحيطه تنطق بالاتهام. ارفض الاعلان عن موقفي. التأييد أو الادانة. إيثاراً لسلامتي الشخصية وطلبا للأمان لقد انهار باب العزيزية في كافة ارجاء الوطن العربي. وإذا كان هذا الباب قد سجل سياسياً في أحداث ليبيا وثورتها. فإنه قد تم تسجيله ادبياً باسم محمد جبريل.