الأدلة التي خرجت بها لجنة تقصي الحقائق عن مذبحة بورسعيد أكدت أن الجريمة مدبرة بعناية سواء عن طريق ألتراس اللهو الخفي المتمثل في 2000 شخص دخلوا الاستاد دون تذاكر والشماريخ والأسلحة التي عبرت أبواب استاد بورسعيد في كراتين أو اللافتة المسيئة للبورسعيدية التي تسلل بها شخصان إلي مدرجات الأهلي أو البلطجي المجهول الذي اشتري 500 تذكرة من البائع تحت تهديد السلاح أو اعترافات مفتش جهاز الأمن الوطني العقيد بهي الدين زغلول الذي أكد أنه أخبر محافظ بورسعيد المقال اللواء أحمد عبدالله ومدير الأمن المقال أيضا اللواء عصام سمك بوجود احتقان بين جماهير الأهلي والمصري قبل المباراة وحذرهما من حالة الاحتقان بل ونصحهما بنزول جماهير الأهلي القادمة في القطار في محطة "الكاب" ونقلهم من هناك علي طريق دمياط حتي لا يتم الاحتكاك بجمهور المصري. السؤال الذي يفرض نفسه.. وماذا بعد كل هذه الأدلة؟ الشعب كله يعرف أن هذه الجريمة مدبرة وأن وراءها الآلاف من ألتراس اللهو الخفي وحتي هذه اللحظة مازلنا ندور في حلقة مفرغة نبحث عن هذا الألتراس المجهول الذي يرتكب كل هذه الجرائم والدولة بأكملها عاجزة عن ضبطهم ومحاكمتهم بدءاً من الجيش والحكومة وانتهاء بالداخلية والقضاء والثوار وغيرهم. لا شك أن تفريق سجناء طرة عن بعضهم وتوزيعهم علي سجون مختلفة سوف يقلل من ارتكاب هذه المجازر خاصة بعدما حامت الشبهات حول فلول النظام السابق الذين يحركون ألتراس اللهو الخفي من وراء القضبان سواء بالموبايلات أو الإنترنت أو بأي وسيلة أخري طالما يجلسون في بورتو ومسموح لهم بكل ما لذ وطاب وكأنهم في نزهة أو أوتيل خمس نجوم. إن الشعب في انتظار القبض علي بلطجية اللهو الخفي والجميع يترقب ما سوف تسفر عنه الأدلة التي توصلت إليها لجنة تقصي الحقائق البرلمانية في بورسعيد حتي نستريح نفسيا علي الأقل فالجريمة لم تقتصر علي أحزان آباء وأمهات أبناء النادي الأهلي بل طالت الأحزان كل طوائف الشعب التي أصيبت بالفجيعة والألم في فلذات أكبادها وأبنائها الذين راحوا ضحية الغدر في ريعان شبابهم. إذا ثبت تورط فلول النظام السابق قضائياً فالقصاص العادل والسريع هو الذي سيشفي غليل مصر.. وإذا ثبت أن هناك أياد خفية بعيدة عنهم فيجب أن تعلن أسماؤهم علي الملأ ويعدمون أمام الرأي العام أسوة بما ارتكبوه سواء في بورسعيد أو غيرها. من المؤكد أن بعض الجناة انكشفوا ويعرفهم المسئولون جيداً فماذا ننتظر؟!