تلقيت العديد من الرسائل علي موقعي الإلكتروني من القراء الأعزاء رداً علي ما نشرته في مقالي الأخير والذي أطالب فيه بإلغاء الدوري ونشاط كرة القدم هذا الموسم بعد كارثة مباراة الموت ببورسعيد نتيجة لتفشي حالة الفوضي والانفلات الأمني والاحتقان بين أطياف المجتمع وجماهير الكرة.. مؤكداً أن مستقبل مصر أهم من مباراة كرة والرياضة بأكملها لأن المطلوب أن تتفرغ جميع أجهزة الدولة شرطة وبرلماناً وحكومة لاستكمال المرحلة الانتقالية التاريخية التي يعيشها الوطن بوضع الدستور الجديد والدائم وانتخاب رئيس جمهورية.. ورغم إصراري وقناعتي بأن إلغاء الدوري بات ضرورة حتمية انطلاقاً من أن تجمع حشود بالآلات من الجماهير في ملاعب الكرة يمثل أرضاً خصبة لإثارة الفوضي وأعمال البلطجة في البلاد ويهدد أرواح المصريين مثلما شاهدنا في مجزرة استاد بورسعيد.. فإنني احتراماً لرأي قراء "المساء" الأعزاء لابد من عرضه رغم اختلافهم علي قناعتي.. حيث أكدوا أنه من الممكن عودة واستئناف بطولة الدوري العام لكرة القدم رغم الظروف العصيبة التي يمر بها الوطن.. ويستندون في هذا المطلب إلي أنه يمكن تطبيق التجربة التونسية حينما قرر الاتحاد التونسي للكرة في أعقاب قيام ثورة تونس العظيمة استمرار مسابقة الدوري ولكن بدون جماهير حتي نهاية الموسم وعودة الاستقرار لتونس الخضراء.. وجاء قرار الاتحاد التونسي في تلك التجربة التي نجحت عندهم انطلاقاً من أن كرة القدم مرتبطة بعملية اقتصادية ضخمة نتيجة تطبيق نظام الاحتراف هناك مثلما هو معمول به في مصر.. وبالتالي فإن هناك حقوقاً مالية لعناصر اللعبة من عقود اللاعبين والمدربين والعاملين بالأندية.. بجانب حقوق رعاية تلك الأندية. ويؤكد هذا الرأي أن إقامة مباريات الدوري بدون جماهير من شأنه أن يزيد من ارتفاع في عقود البث الفضائي وهو ما سوف يسهم بشكل كبير في تعويض الأندية عن ضياع إيرادات تذاكر المباريات بسبب غياب الجماهير عن الملاعب.. ويري قراء "المساء" أن اتخاذ هذا القرار من شأنه أن ينقذ الأندية من خسائر مالية بالملايين.. وهو ما يؤهلها للوفاء بالتزاماتها تجاه أنشطتها وعقود لاعبيها ومدربيها وأسرهم.