عيدان في تاريخ واحد.. الأول 25 يناير من عام ..1952 التحمت قوات الشرطة في ذلك اليوم مع قوات الاحتلال البريطاني في مدينة الاسماعيلية عقب تفجر الأحداث التي قادها الفدائيون - خاصة كتيبة أحمد عبدالعزيز - في السويس وصنعوا ملحمة من ملاحم الأداء الفعال في القوات البريطانية التي تمركزت في منطقة القنال عقب الغاء الحكومة في ذلك الوقت معاهدة 1936 التي سميت بمعاهدة التحالف مع بريطانيا في أكتوبر من عام 1951 وفور الغاء هذه المعاهدة تفجرت ينابيع الغضب المصري ضد قوات الاحتلال وكانت موقعة الاسماعيلية التي طلبت فيها القوات البريطانية تسليم مبني محافظة الاسماعيلية ولكن الجنود رفضوا ودخلوا في معركة باسلة أشاد بها العدو قبل الصديق لأن الجندي لا يسلم سلاحه أبداً.. ومن هذه المعركة تغير الواقع المصري والفكر المصري في التعامل مع قوات الاحتلال التي جثمت علي صدور المصريين لأكثر من سبعين عاما مستندة في وجودها بمصر ملك فاسد وأعوانه سواء من أحزابه أو عملائه. ** وعندما اشتدت سواعد الرجال اضطر الملك فاروق إلي احراق القاهرة يوم 26 يناير من عام 1952 وبعدها أقيلت حكومة الوفد وحكومات مسبقة بعدها حتي يوم الأربعاء الثالث والعشرين من يوليو.. تفجرت ثورة الثالث والعشرين من يوليو التي عرفت طريقها جيدا ولم يمض علي قيامها سوي ثلاثة أيام عصفت بعدها بالنظام الملكي وأجبرت الملك فاروق علي الرحيل في السادس والعشرين من يوليو - أي بعد ثلاثة أيام - وتفرغت لتنفيذ مهامها بعد أن أعلنت الجمهورية وعينت أول رئيس لحكم البلاد ** هذا كان حادث الخامس والعشرين من يناير من عام 1952 الذي فجر كل الطاقات المصرية ليأتي بعد ستين عاما عيد جديد في موعده.. موعد العيد الأول ولنحتفل بأول ذكري له هذا العام حيث تفجر أيضا غضب المصريين علي فساد رئيس استمر حكمه أكثر من ثلاثين عاما أضاع خلالها الكثير من ثورة يوليو ومن ثروة المصريين وأنبت زرعا أسود في كل المواقع.. ** ثار شباب من ميدان التحرير واستطاعوا الوصول إلي الطريق الصحيح لاسقاط نظام كان أشد ضراوة من النظام الملكي وبعد نجاحهم وسعادة كل القوي الشريفة بثورتهم لم يستطيعوا تنفيذ كل ما ثاروا من أجله واندس بينهم كثيرون من فسقة النظام السابق ومن اللصوص والبلطجية الذين نجحوا في ضرب الأمن وعزله عن الشعب.. الأمن الذي كان طوق النجاة للشعب عبر تاريخه الطويل إذا به يتقوقع داخل نفسه ويتوه وسط الجموع التي أحاطت بوزارته. ** وفي غياب الأمن نبتت القوي المضادة للثورة ليس في موقعة الجمل فقط ولكن في مواقع كثيرة وكادت أهداف الثورة تضيع وسط ضباب صنعه كثير من الذين حاولوا الاستفادة من هذه الثورة للوصول إلي مراكزهم واستعادتها بعد أن ضاعت مع ضياع النظام السابق.. ونأمل - ونحن نحتفل بعامها - ان تتضح الرؤيا ونرصد أعداء الثورة.. لتحقق أهدافها.. ولاشك ان قرار المجلس الأعلي للقوات المسلحة بأن يكون الخامس والعشرين من يناير عيداً قوميا فهو لإحياء مناسبتين عزيزتين.. الشرطة.. وشباب الثورة.