أحيت عائلات الشهداء ذكري رحيل أحبائهم في ميدان التحرير علي هامش جمعة حلم الشهداء. قامت أسر الشهداء بحمل صور شهدائهم وافترشوا الأرض لفترة زمنية ثم اعتلوا المسرح لفترة أخري. طالبوا بسرعة القصاص من القتلة والنزول إلي الميدان يوم الأربعاء القادم في ذكري الثورة الأولي لاستكمال الثورة وتحقيق مطالب المواطنين. قالوا قبل ان يرحلوا عن الميدان إن الأموال لا تعوضهم عن فقد أولادهم واشقائهم واخوتهم وأنهم يبحثون أكثر عن التقدير المعنوي ومعرفة قدر هؤلاء الشهداء. تقول السيدة "سلوي شمس الدين" موظفة ووالدته الشهيد "أحمد شريف محمد" الذي لقي مصرعه في أحداث جمعة الغضب يوم "28" يناير أمام المتحف المصري بميدان التحرير.. علي الرغم من صرفي مبلغ التعويض والمعاش الا أنني اتساءل هل هناك تعويض عن فقدان الابن. القت باللوم علي المسئولين بالدولة لعدم اهتمامهم بالشهداء وتقديرهم معنويا بشكل يليق بهم ويتناسب مع حجم التضحية التي قاموا بها وقدموا ارواحهم ثمنا لحرية الوطن ويجب علي الدولة تكريمهم في احتفالية كبري لتقليد كل شهيد وسام الجمهورية باعتباره بطلاً من أبطال الثورة. أضافت لا أتوقع بداية ديمقراطية حقيقية الا بعد صدور أحكام قضائية رادعة في قضية قتل المتظاهرين علي الرغم من انني كلي أمل في البرلمان القادم لانه جاء باختيار الشعب. قال والد الشهيد "محمد أحمد عبدالرحمن" الطالب بالسنة الثانية بتجارة القاهرة والذي لقي مصرعه يوم 28 يناير بميدان التحرير وهو يبكي ويردد "حسبي الله ونعم الوكيل في قتلة الثوار" مردداً سأظل في الميدان ولن أغادره حتي تقتص العدالة من القاتل الحقيقي لكل شهيد. يضيف أن يوم 25 يناير 2012 يعتبر بالنسبة له ولكل والد شهيد يوم استمرار الثورة في تحقيق مطالبها وليس يوماً للاحتفال بها كما يعتقد البعض فلن يعوض أي شهيد بأي مبلغ من المال بقدر ما يعوض بالقصاص من القتلة. اتهمت والدة الشهيد "أحمد محمود" أول شهيد بشارع "محمد محمود" والذي كان يعمل محاسبا باحدي الشركات الخاصة الحكومة باهدار حق الشهداء وعدم محاكمة القتلة حتي الآن. وتساءلت كيف نحتفل بعيد الثورة ودم الشهداء تفرق بين القبائل ومازال المتهم غير معروف.. فأي تعويض يرضيني وقد اصابني المرض حزنا علي وفاة ولدي الوحيد العائل للأسرة. أعربت والدة الشهيد "مينا أسطفانوس نصر الله" عن حزنها الشديد لوفاة نجلها الذي لقي مصرعه يوم 29 يناير بمركز ببا محافظة بني سويف والذي كان يعمل نجارا.. وعدم تعيين شقيقه الأصغر ميلاد بمحافظة بني سويف رغم موافقة المحافظة علي طلب التعيين باعتباره شقيق شهيد. كما زاد من حزنها علي وفاة ابنها قرار المحكمة بالافراج عن الضباط المتهمين في القضية قتل المتظاهرين ببني سويف أضافت لقد حضرت إلي الميدان لانني لم أشعر ان الثورة قد حققت أهدافها بشكل عام ومطالب أهالي الثوار بشكل خاص. أبدت والدة الشهيد "مهاب علي حسن" 20 سنة والذي لقي مصرعه في جمعة الغضب اثناء مسيرة قادمة من شارع شبرا إلي ميدان التحرير عن رفضها التام لأي احتفالات للثورة. أكدت ان الاحتفال لا يأتي الا بعد تحقيق الهدف أو النجاح الذي لم يتحقق حتي الآن بالفصل في القضايا وإصلاح مؤسسات الدولة. تقول والدة الشهيد "محمد الصف محمد مرسي" 22 سنة والذي لقي مصرعه أثناء جمعة الغضب يوم 28 يناير في المسيرة القادمة من منطقة المرج إلي ميدان التحرير أمام قسم الشرطة مع اقتراب ذكري الثورة ازداد حزنا لعدم استكمال محاكمة رموز الفساد خاصة بعدما طالب محامي الرئيس المخلوع فريد الديب بمحاكمة مبارك أمام محكمة عسكرية. تتساءل والدة "معاز السيد محمد" والذي لقي مصرعه يوم جمعة الغضب 28 يناير كيف نحتفل بذكري الثورة والرئيس المخلوع وأعوانه قتلوا ابناءنا ومازالوا عبئاً علي الدولة حتي في محاكمتهم حيث تتكلف فيها الجلسة الواحدة نصف مليون جنيه والشعب يحتاج إلي كل جنيه والبلد يمر بأزمة اقتصادية.