لعبة كنا زمان نلعبها في الشارع ونحن صغار للتسلية اسمها "تريك.. تراك" تطابق إلي حد كبير لعبة "الكريكيت" في آسيا واستراليا وتشابه لعبة "البيسبول" في أمريكا مع اختلاف في شكل المضرب. د.محمد البرادعي الذي كان مرشح أمريكا للرئاسة في مصر. لعبها ولكن في شارع السياسة. إلا أن الكرة ارتدت في وجهه.. حين أعلن انسحابه من سباق الترشيح. وهاجم في حيثيات قراره الجيش. وصبغه بأوصاف واتهامات لم يطلقها علي النظام السابق. انسحب البرادعي ظناً منه أن هذا الانسحاب سيكون صفعة للجيش. أو قنبلة سوف تنفجر في "العسكر" كما يسميهم أتباعه.. وتخيل في أحلام اليقظة أنه بمجرد الانسحاب ستخرج الملايين في الشوارع تهتف "بالروح بالدم نفديك يا برادعي". و"سايبنا لمين؟!".. و"احنا أيتام من بعدك". معتقداً أنه جمال عبدالناصرالقرن .21 وفي زحمة هذه الشعارات التي تخيلها هو فقط. تغافل ناسياً أو متعمداً أن الناس ذاكرتها قوية ولن تنسي له موقفه من العراق. واسطوانة أسلحة الدمار الشامل العراقية التي قدم بها أرض الرافدين للأمريكان. والإنجليز. واليهود فوق طبق من ذهب!! لقد انقلب السحر علي الساحر.. انسحب البرادعي ولم يخرج نفر واحد يهتف له أو به. أو يطالبه بالعودة. انسحب.. ولم يتلق الجيش صفعة أو قنبلة. بالعكس.. الصفعة تلقاها هو وأتباعه. والقنبلة انفجرت فيه وفي أتباعه.. حتي أن الكل الآن في مصر سواء الكارهون له أو الشامتون فيه أو الذين يمثلون ويدعون بأن انسحابه "خسارة" وهم يتغامزون ويغمزون.. الكل لسان حاله يقول: في 60 سلامة.. أراح.. واستراح! الحقيقة المرة التي يجب أن يعلمها البرادعي ورفاقه ممن يرتدون الجينز ويلمون شعورهم وراء ظهورهم "ذيل حصان"!!.. وكذلك من هيأوه واعدوه ورسموا له الطريق لدخول "الاتحادية" فوق ظهر دبابة "إم 1" هي أنه لا طال بلح الشام ولا عنب اليمن. في رأيي الشخصي وبمناسبة إطلاق تعبير "الخروج الآمن" أقول: إن انسحاب البرادعي هو "الانسحاب الآمن" في أجلي معانيه بعد أن فشل في الاستحواذ علي رئاسة الحكومة. وقرأ بوضوح في الأفق فشله الذريع في الوصول إلي الكرسي الكبير. فقال في نفسه. أو بمعني أصح جاءته التعليمات من وراء الأطلنطي: "انسحب بكرامة وفي أمان.. واقلبها عليهم ضلمة"!! وهذا ما يخطط له البرادعي الآن.. وسترون منه الوجه الحقيقي يوم 25 يناير.. الوجه الذي كان يخفيه وراء منصبه الدولي الرفيع الذي تولاه بأوامر أمريكية لتحقيق هدف معين. وعندما حققه كوفئ عليه بنوبل. أخفي هذا الوجه عن الجميع وهو يتحاور معهم كعادته إلكترونياً.. وليسأل كل منا نفسه: لماذا كان مصراً علي أن يتواصل مع الناس عبر "تويتر" سواء وهو في أمريكا أو النمسا. أو علي شواطئ ريودي جانيرو.. أو حتي وهو هنا في مصر؟!.. ولماذا لم يأت إلي مصر ويصلي بين الناس إلا يوم 4 فبراير فقط. بعد عشرة أيام من انطلاق الثورة. وبعد أن تأكد من نجاحها؟!.. ولماذا استمات ليكون رئيساً للوزراء تحت قيادة "الجيش". ثم انقلب عليه الآن وألقاه بالطوب. وألصق به صفات لا يطلقها إلا علي أعداء. وليس علي "جيش شعب مصر". زاعماً أن ضميره لا يسمح!!.. ولماذا ضميرك كان يسمح عندما طلبت رئاسة الحكومة؟! يا دكتور برادعي.. ليس بيني وبينك تار شخصي بايت.. ولكن بيني وبينك ما هو أهم وأكبر.. مصر. للأسف.. رصيدك نفد تماماً عند الكافة.. اللهم إلا عند بعض مريديك. الذين مازالوا مخدوعين فيك. أو عند المنتفعين من ورائك الذين يطالبون بتنصيبك رئيساً لمجلس رئاسي. لن يكون ولا في الأحلام. ولأن اللعب أصبح الآن علي المكشوف. أؤكد لك أن كل أوراقك مكشوفة بعد أن أضحت مواقفك عارية تماماً. حتي من ورقة التوت. وكما قلت سابقاً: قرارك بالانسحاب أنت حر فيه.. لكن أحذرك.. لن تكون حراً في مصير بلد بحجم مصر.. أبداً.. أبداً. القانون بيننا وبينك.. وستري.