انسحب البرادعي من انتخابات الرئاسة .. قرر الرجل الخروج من المشهد الرئاسي .. البعض يقول إنه قرار حكيم من شيخ عجوز .. والبعض يصور الأمر علي أنه هروب من سقوط محتمل في الانتخابات .. البعض يقول إنه »انسحاب بطعم الهزيمة« .. أما البعض الآخر فيؤكد أن البرادعي يري أن الساحة ستلتهم مع الوقت كل المرشحين، فقرر أن ينجو بنفسه، فلربما يكون في وقت ما هو »البديل الوحيد«.. كل يدلو بدلوه، ولكن الوقت لا يزال مبكرا لقراءة مشهد الانسحاب .. ولأنه - وكما يبدو - مصائب قومٍ عند قومٍ فوائدُ - فما أن أعلن الدكتور محمد البرادعي، انسحابه من سباق الرئاسة، كان عدد من مؤيدي الفريق أحمد شفيق رئيس الوزراء الأسبق والمرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية، قد سارعوا بنشر صورة لشفيق تم تركيبها بتقنية »الفوتوشوب« وتم اختيار مانشيت تخيلي علي »الأهرام« يقرأ »أحمد شفيق رئيساً لجمهورية مصر العربية«.. وراح مؤيدو المجلس العسكري أيضا يدلون بدلوهم، فقالوا إن مصر في حاجة إلي قائد عسكري الآن وليس مدنيا مبررين ذلك بالظروف التي تمر بها البلاد.. واشتعل موقع التواصل الاجتماعي »فيس بوك« بمجرد إعلان الانسحاب ما بين مؤيد ومعارض، وراح أنصار البرادعي بعد دقائق من إعلانه ينشئون صفحة اسمها »أرفض انسحاب محمد البرادعي« تعبيرا عن غضبهم لخروجه من المشهد .. وتخطت الصفحة حاجز الألف ومائتي مشترك في أقل من 45 دقيقة من إنشائها وهو رقم قياسي مقارنة بصفحات سابقة .. أما رفاق البرادعي في سباق الرئاسة فقد تمهلوا في إعلان موقفهم من انسحابه، وسط تحفظ عدد منهم، أو آسف البعض الآخر للقرار، تحسبا لاحتياجهم فيما بعد للأصوات التي كانت ستعطي له . في نوفمبر من عام 2009وفي خضم جدل سياسي - آنذاك - حول انتخابات رئاسة الجمهورية المقررة في مصر عام 2011 وسط تكهنات حول تصعيد جمال الابن الأكبر لمبارك، أعلن محمد البرادعي احتمال ترشحه لانتخابات الرئاسة قي مصر مشترطًا لإعلان قراره بشكل قاطع وجود »ضمانات مكتوبة« حول نزاهة وحرية العملية الانتخابية، وربط قراره بالترشح، بإدخال مجموعة من الاصلاحات الدستورية .. وبمجرد وصوله القاهرة بعد أيام، شهدت الساحة المصرية سخونة كبيرة واهتمام غير مسبوق بشخصية البرادعي..ولم يسلم البرادعي من الانتقادات قبل الثورة وبعدها.