اللحظات الأخيرة للانتخابات شهدت سخونة واضحة تحولت خلالها أقسام الحزب الوطني بالدوائر إلي خلايا نحل لتوزيع المناديب وتسكينها وعقد لقاءات مع المرشحين التابعين للحزب حيث عقد الدكتور مفيد شهاب اجتماعه مع هيئة قسم محرم بك دائرته الانتخابية مؤكدا فيها علي الحيادية التامة مع مرشحي العمال سيد غنيوه وفتحي عبداللطيف والرأي الأخير للناخب.. في الوقت الذي شهدت فيه منطقة أبيس محرم بك حالة من التأهب وهي تعد أعلي كتلة تصويتية حيث يحرص الفلاحون علي الادلاء بأصواتهم عكس منطقة الحضر بمحرم بك التي لا يقبل أهلها علي الانتخابات. وحرص المرشحون المستقلون بالدائرة خاصة أبيس علي استخدام الميكروفونات للمرور في الحقول للدعاية وسط أبناء القري.. وهو النهج المتبع في القطاع الريفي بالرمل والمنتزه ليصبح الميكروفون هو الدعاية الأمثل في اللحظات الأخيرة ليس في القطاع الريفي فحسب ولكن أيضا بالنسبة لمرشحي أحزاب المعارضة لتحفيز المواطنين علي التوجه إلي الصناديق الانتخابية مستخدمين الأغاني الوطنية لجذب الآذن إلي نداءاتهم. مرشحو الوطني حرصوا علي المرور في مسيرات بين أبناء دوائرهم للدعاية في حين حرص كل مرشح علي عقد غرفة عمليات مستقلة بذاته حرصا علي ضمان تواجد المندوبين التابعين له خاصة في الدوائر التي تشهد تنافسا مع الاخوان. أهم ما يميز اللحظات الأخيرة بخلاف الاجتماعات وغرف العمليات وغيرها هو سعر الصوت الانتخابي والذي أصبح له سماسرة خاصة به ولكل دائرة أسعارها حسب قوة التنافس وبالطبع يختلف سعر الصوت ليلة الانتخابات عن يوم الانتخاب نفسه وقد بلغ سعر الصوت الانتخابي الأعلي سعرا بدائرة مينا البصل ليصل إلي "500 جنيه" بعد أن بدأ ب "150 جنيها" لتأتي في المرحلة الثانية دائرة "غربال" ووصل سعر الصوت بها إلي "250 جنيها" أما دائرة "المنتزة" و"كرموز" فلم يتعد سعر الصوت فيها ال "200جنيه". وبالرغم من أهمية غرف العمليات في اللحظات الأخيرة إلا أن الدعاية الاعلامية تبقي الأهم حيث تواجد منذ الصباح الباكر مندوبا قناتي العربية والجزيرة لمتابعة حركة جماعة الاخوان المسلمين المحظورة بالاضافة إلي قناة الحرة وإذاعة راديو سوا بخلاف القناة الفضائية المصرية وقنوات التليفزيون المصري. وكالعادة قامت جماعة الاخوان بتوزيع أكبر قدر من المنشورات التي تؤكد أنهم قلة مقهورة كعادتهم في إلقاء الاتهامات بينما اعتمد مرشحو المعارضة كل علي نفسه بعيدا عن حزبه لعدم قدرة الأحزاب علي التمويل المادي لمرشحيهم. وتبقي مرشحات الكوتة البالغ عددهم "18" مرشحة هم الأقل عددا في المندوبين واكتفائهم بالمقار الرسمية فقط للتكلفة الكبيرة للمندوب واعاشته في الوقت الذي اعتمدت فيه مرشحات الوطني علي مرشحي الحزب من الرجال للدعاية لهم كوسيلة مساعدة رئيسية.. ولعل الأطرف هوعمل المطابع الخاصة طوال الليل في طبع الدعاية الورقية التي سيتم توزيعها علي أبواب اللجان والمقرات اليوم.. وبالطبع فان الدكتور مفيد شهاب واللواء عبدالسلام المحجوب الأكثر ترتيبا بين مرشحي الوطني في مجال الدعاية وتحديد مواعيد تحركاتهم واللجان التي سيتابعونها بأنفسهم بينما يعمل باقي المرشحين بصفة ارتجالية. والاسكندرية بوجه العموم فيها 197 من المرشحين علي 24 مقعدا منهم "22" فئات وعمال ومقعدي الكوتة.. بينهم ما بين وطني ومستقلين ومعارضة وجماعة الاخوان المحظورة وتضم "288" مقرا رئيسيا و"2039" لجان فرعية ويبلغ عدد من لهم حق التصويت والمقيدين بالكشوف الانتخابية مليوناً و910 آلاف و720 ناخبا. وتبقي دائرة المنتزه هي صاحب مع أكبر عدد من المقرات "46" مقرا وأيضا أكبر عدد من اللجان "380" لجنة ويبلغ عدد المقيدين بها 361 ألف ناخب.. وهي أعلي كتلة تصويتية. علي الجانب الآخر من المتوقع أن تشهد الاسكندرية الاعادة في بعض مقاعد العمال وقلة من مقاعد "الفئات" وهو ما يحاول الحزب الوطني تلافيه في اللحظات الأخيرة.