مثل شعبي يقول "اللي يشوف البيت وتزويقه يدخل جوه ينشف ريقه" هذه حقيقة عاشها مجموعة من الأصدقاء الذين تولوا وزارات عديدة ومسئوليات كبري. كان لهم أراء ثورية وكان لهم ندوات يتحدثون منها بنقد لازع للأمور وأن الإصلاح خطواته كذا وكذا ومشاكل للعاملين في المؤسسات والوزارات لها حل وإن الحل أمامهم كيف لا يرونه. تشاء الأقدار اختيار البعض منهم في مناصب قيادية تصل للوزراء ويحس الجميع بما فيهم "هو" أن القدر ساقه لحل المشاكل وتنفيذ ما كان يردده خارج الأسوار لسهولة الحل ثم تأتي الصدمة بعد أيام قصيرة إن الأمر ليس بهذا الجمال أو هذه السهولة. الحياة ليست "بامبي" حسب قول زجالنا وشاعرنا العظيم صلاح جاهين. نعم الأمور أعقد من ذلك. خيوط اللعبة ليست في يدي كلها مشاكل طاحنة غير ظاهرة ملفات ودوسيهات أراها بحجمها الحقيقي لأول مرة عند عرض أول بوستة له في أيامه الأولي مقابلات ونقابات وجهات ومظالم ومشاكل لم يكن يراها خارج الأسوار والمكتب ظهرت جلية أمامه فاكتشف سيادته أن الكلام سهل دائما لكن الفعل صعب. نعم مشاكل متشعبة لابد أن يدرسها ويعرفها ويفهمها حتي لا يظلم أحدا وحتي لا يدمر أمرها بقرار غير مدروس. نحتاج وزارات ومؤسسات أخري تساعد في حل المشاكل كل هذا داخل مكتب الوزير أو المسئول. نعم صدقوني فأنا عملت مع أكثر من ثمانية وزراء في مجالي و38 عاما وأري تكرار لذات الأحاديث والديالوج وعرض المشاكل وطرق مقترحة لحلها وتجد لجانا عديدة تناقش وتبحث للوصول الي نتائج ملموسة ومع ذلك يغرق هذا الوزير في نفس المشاكل. مشاكلنا مزمنة وتحتاج الي حرفية في التعامل معها لكن المسئول عندما كان خارج المسئولية كان في غني عنها وتصور قرب الحل تماما كالعطشان في الصحراء عندما يري سراب الماء وعندما يقترب يجدها صحراء جرداء ورمال وأبعاد مؤلمة. إذن أيها المتحدث وضيوف التوك شو. الكلام سهل والفعل صعب. تدارسو الأمر بكل أبعاده وشبكة العمل المتصلة كسلسة متشابكة قبل ان نتكلم ويحس الناس أن الأمر سهل piece of cake كما يقول الأجانب وهي في الحقيقة غير ذلك أيها السادة لأنه ليس كل ما يلمع ذهباَ