لو كنت مكان إدارة مطاعم كنتاكي لقمت من الآن بالاستعداد لذكري 25يناير بتوفير كمية كبيرة من الوجبات لتوزيعها علي المشاركين في الاحتفال بمرور عام علي الثورة. لقد منح ميدان التحرير سلسلة المطاعم الأمريكية الشهيرة دعاية لم تكن تحلم بها. بعد أن تحولت بقدرة قادر إلي الراعي الرسمي للثورة. ليس بسبب عدد الوجبات التي قدمتها ولكن للاتهامات التي طالت كل من زار الميدان بأنه استغفر الله تناول الكنتاكي! لي صديق خفيف الظل وابن نكتة يحول أي موقف مهما بلغت سخونته إلي طرفة قال لي إنه زهق من الكنتاكي كناية عن كثرة ذهابه للتحرير .. والحقيقة أن فكرة التخوين ب "النون" والتخويف ب "الفاء" سيطرت علي الكثيرين وتسببت في تقسيم الشعب إلي عباسية وتحرير وربما عتبة ورمسيس فيما بعد الله أعلم. لسنا بحاجة إلي خبراء أو باحثين أو محللين ليكتشفوا لنا حجم الانقسام الذي نعانيه. فيمكن لاي شخص عادي لا يحمل لقب دكتور أو ناشط سياسي ملاحظة أن المصريين تحولوا إلي ثلاث فصائل رئيسية تتفرع منها عشرات الشعب والفرق يرفض أصحابها مجرد مناقشة أفكارهم. فكل المعارضين لهم إما خونة أو فلول .. ورحم الله الإمام الشافعي صاحب مقولة "رأيي صواب يحتمل الخطأ ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب". * الفصيل الأول : من أشعلوا شرارة الثورة وقادوا الشعب إلي الإطاحة بنظام مبارك .. هذا النظام الذي جثم علي صدور الجميع باستثناء شلة المنتفعين التي حصلت وحدها علي الرضي ومعه الثروة والمناصب وكل شئ بينما بقية الشعب يضربون أخماساً في أسداس لتوفير القوت الضروري لأبنائهم. * الثاني : أصحاب المصالح من سدنة النظام ورجاله ممن يخشون استقرار الأوضاع بالبلاد لأن ذلك يعني ببساطة فتح ملفاتهم المليئة بالتجاوزات والتي تكفي لضمهم إلي اخوانهم في سجن المزرعة. وهؤلاء يشيعون الفوضي تارة ويرتدون الأقنعة الزائفة تارة اخري ليتوهوا وسط الثوار بحجة أنهم ساندوا الثورة بينما هم في الواقع لم يذهبوا إلي الميدان إلا في معركة الجمال والبغال والحمير. * الثالث : الفصيل الأكبر أو ما يطلق عليهم الأغلبية الصامتة وهم يحاولون قدر استطاعتهم فهم ما يدور من خلال طرح تساؤلات مهمة .. في مقدمتها : من الذي يسعي إلي حرق تاريخنا وتراثنا؟ .. من صاحب المصلحة الحقيقي في إشعال الأحداث كلما هدأت؟ .. وهل هناك فعلاً مؤامرة لاسقاط الدولة. وإذا كان الأمر كذلك فلماذا لا تكشف أجهزة الأمن النقاب عنها والجهات والدول التي تقف خلفها ليهب المصريون جميعاً دفاعاً عن أرضهم وتاريخهم؟! الشعب يريد الحقيقة كاملة. فالشعوب الحرة قد تتحمل تبعات قطع المساعدات والمعونات ولكنها لا تقبل أو تتحمل أبداً طعنات الغدر والخيانة من الأشقاء وغير الأشقاء. * * * لأن قدوتي هو النبي صلي الله عليه وسلم. أتقدم بخالص التهنئة للمسيحيين في مصر وكافة أرجاء المعمورة بمناسبة احتفالات أعياد الميلاد. داعياً الله عز وجل أن يحفظ بلادنا من كل سوء ويؤلف بين قلوبنا ويجمعنا علي كلمة سواء. كل عام ونحن جميعاً مسلمين ومسيحيين بخير وسعادة وأمان.