هل آن الأوان لتصبح مؤتمرات أدباء الأقاليم مجالاً لمناقشة قضايا الثقافة والمثقفين في مصر أم انها ستظل مجرد لقاءات شخصية ومكلمات؟ كان هذا هو السؤال الذي حاول أدباء مصر - وهي التسمية التي اختيرت للمؤتمر منذ سنوات - أن يجدوا اجابة له خلال الجلسات.. البداية ساخنة. مبعثها كلمات الروائي فؤاد حجازي التي أدانت التيارات الدينية وهاج أنصار هذا الاتجاه وماجوا وتوقع البعض أن يشهد المؤتمر فشله في أول جلسة لكن كلمات الشاعر سعد عبدالرحمن امتصت الكثير من الغضب وسار المؤتمر في طريقه. الطريف ان كلمات فارس خضر التي سبقت ما قاله فؤاد حجازي حملت المعني نفسه الذي أثار الأدباء في كلمات فؤاد حجازي لكنه أفلح في صياغتها بأسلوب هادئ محمل بالتورية والاضمار. حرصت د.كاميليا صبحي الأمين الجديد للمجلس الأعلي للثقافة علي حضور حفل الافتتاح وبعض جلسات المؤتمر وتعددت لقاءاتها بالأدباء. شملت جلسات المؤتمر قضايا تتصل بالقضايا والمشكلات المعاصرة ومنها محور المثقف والثورة الذي اندرجت تحته عدة جلسات عن الثورة طرح من خلالها أيمن تعيلب قضية الثورة وتفكيك العقل الثقافي العربي وتحدث د.عاصم الدسوقي عن مقاومة الاستبداد حول حرية الفكر والتعبير عن مصر الحديثة ومحمد حسن عبدالحافظ عن مدنية الثقافة ومرجعيتها الشعبية وعمار علي حسن عن المثقف بين المبدأ وإغراء السلطة. أثيرت مناقشات جادة وموضوعية بين المشاركين في ندوة الأدب والثورة.. تحدث محمد فكري الجزار عن تجليات الثورة في شعر العامية وأفاض أشرف حسن وقاسم مسعد عليوة في الحديث عن الواقع الجديد المأمول للمؤسسة الثقافية كما طرحت أبحاث عن الثورة والإعلام التفاعلي والثورة المضادة ومواقع التواصل الاجتماعي. ركزت المناقشات والتوصيات علي مواصلة رفض التطبيع وعلي المقاومة. شهد اللقاء المفتوح الذي جري بين الأدباء وسعد عبدالرحمن رئيس هيئة قصور الثقافة مناقشات ساخنة شملت أندية الأدب وحركة الثقافة في أقاليم مصر والمشكلات التي تعانيها مطبوعات الهيئة في التحرير والتوزيع واعتبارها المنبر الأول لإبداعات الأدباء في الأقاليم وسبل وصولها إلي القارئ الذي تستهدفه وأشار سعد عبدالرحمن إلي أن المؤتمرات السابقة دعت إلي الثورة علي الأوضاع في ظل محاولات تكميم الأفواه. ونظمت ندوة عن الجنوبي الأشهر أمل دنقل شارك فيها أرملته الناقدة عبلة الرويني وفهمي عبدالسلام وعبدالعزيز موافي وسعد الدين حسن وركزت الكلمات علي قصائد أمل الداعية إلي المقاومة ورفض الاستسلام وإن وجد البعض في الندوة فرصة للتحدث عن بعض السلبيات الشخصية التي لا يبرأ منها أي انسان. شارك عدد كبير من الشعراء في الأمسيات الشعرية وأقيمت أمسيات قصصية. كرم المؤتمر الأدباء منير عتيبة ممثلا للوجه البحري وعماد غزالي ممثلا للقاهرة ونعيم الأسيوطي ممثلا للصعيد كما كرم الأدباء والشعراء د.أشرف عطية وانتصار عبدالمنعم ومحمد التمساح ومحمود شرف والراحل ناجي وهبة وكرم أصحاب أفضل ثلاثة أبحاث: إبراهيم خطاب ومحمد حمزة العزوني وعمر شهريار بالاضافة إلي الفائزين في مسابقة أبحاث المؤتمرات الاقليمية وأيضا فاطمة يوسف وكيلة إدارة الثقافة العامة التي نالت تصفيقاً حاراً من الأدباء وكانت لفتة ذكية من المؤتمر تكريمه للدكتور صابر عرب الرئيس السابق لدار الكتب والوثائق القومية وأهم من تولوا المسئولية في الدار خلال العقود الأخيرة.