اعترف بأنني لست مقتنعاً بالاداء الفني للحكم جهاد جريشة.. وأشعر وهذا مجرد أحساس أن لدي جريشة معتقداً بأن النجومية والبطولة تنطلقان من الضغط علي الكبار.. وضح هذا من خلال إدارته للعديد من المباريات التي كان الأهلي أو الزمالك طرفاً فيها وخاصة الأهلي.. وما يختلف اثنان علي كم الأخطاء التي وقع فيها ضد الأهلي.. وهي اخطاء تعكس المعتقد الذي تكلمت عنه.. وأكاد أشعر أنه لو رأي الاسماعيلي هو الافضل والاقوي والاعلي كعباً لانقلب عليه.. وأنا هنا أتكلم عن اداء فني لا علاقة له بشخص جريشة. هناك آخرون يملكون معتقدات اخري.. مثل مجاملة الكبار.. أو التعاطف مع الصغير.. أو التعاطف مع نجم بعينه ارضاء للجماهير أو مجاملة ناد لصالح رئيسه.. ولكن دعنا نركز علي صاحب المعتقد الأول والثاني والثالث ونسأل انفسنا: لماذا يلجأ هؤلاء لهذا المعتقد ويفكرون بهذه الطريقة.. تلك هي القضية. وأقول أن الذي يدفعهم لذلك هو المناخ الذي يحيط بمعالجة قضايانا الرياضية ومنها قضية التحكيم بصفة خاصة والتي أصبحت تأخذ طرقاً غريبة وتناول أخطاء كل حكم بدقة مبالغ فيها ووضع الحكم تحت الميكروسكوب وتناول اخطائه وشخصيه وتركيبته وحياته ويومياته التي سبقت إدارته لاي مباراة وعدد ضحكاته وانفعالاته وقداراته ونظراته مظلمة وعدله في كل قرار.. بل إننا أحياناً نقف أمام لعبة أياماً وسنوات ونختلف دون ان نصل لحل أو نعرف الحقيقة ونظل نعيد في مشهد واحد الف مرة.. وبرغم ذلك نهاجم الحكم وننتقده ولابد في النهاية أن نتهمه بالانتماء لناد معين أو ينفذ تعليمات رئيسه بذبح نادما. هذه الاجواء تضع الحكم تحت ضغط مستمر وتجعله يروح ويجيء ويفكر ألف مرة في كيفية ارضاء كل الاطراف.. النادي واللاعبين والنجوم منهم خاصة.. والاعلام والجماهير.. وارضاء نفسه ورئيسه.. وارضاء أصحابه واسرته.. هذه الضغوط تكفي لان يخطيء الحكم ألف مرة سواء عن عمد أو غير عمد.. سواء بقرار مسبق أو مفاجيء داخل المباراة سواء بمعتقد أو غير معتقد.. الخطأ لابد أن يقع.. الحكم الذي يري الالاف يتربصون به خاصة الاعلام والفضائيات والقائمين عليها ظلماً وعدوانا وجهلاً لابد أن يخطيء سواء عن عمد أو غير عمد. أرجوكم خلصوا الحكام من هذه القيود أعطوهم مزيداً من الحرية وحاسبوهم نهاية الموسم مثلما يحدث مع النجوم والمدربين. رحم الله زمنا كان الموسم الواحد فيه ينتهي بخطأ واحد نعيش عليه أياماً وشهوراً وسنوات..واليوم نعيش مع عشرات الاخطاء في المباراة الواحدة بسبب الفضائيات.