فجأة قفزت إلي السطح مشكلة تهدد بفشل معرض القاهرة الدولي للكتاب. فبعد ان أعلن د. شاكر عبدالحميد وزير الثقافة نية الوزارة تأجيل المعرض ارتفعت أصوات الناشرين غاضبة. حيث إن التأجيل سيربك أجندة الناشرين المصريين والعرب المرتبطين بمعارض أخري أولها معرض المغرب الذي سيقام 8 فبراير القادم. كان الموعد المحدد لافتتاح المعرض هو 24 يناير الحالي. وعلي هذا الأساس رتب الناشرون أمورهم ولكن الإعلان عن تأجيل المعرض أدي إلي حالة من الاستياء في أوساط الناشرين الذين كانوا يمنون أنفسهم بتعويض بعض الخسائر التي تكبدوها جراء إلغاء معرض العام الماضي. محد رشاد رئيس اتحاد الناشرين المصريين أبدي اعتراضه علي فكرة التأجيل التي ستربك أجندة الناشرين وتكبدهم خسائر كبيرة وأصدر الاتحاد بياناً هدد فيه بعمل وقفة احتجاجية لو تم التأجيل بالفعل. نفس الأمر بالنسبة لاتحاد الناشرين العرب الذي أبدي رئيسه محمد عبداللطيف اعتراضه علي التأجيل مؤكداً ان الناشرين العرب رتبوا أمورهم علي يوم 24 يناير وارتبطوا بمعارض أخري منها معرض المغرب الذي يبدأ 8 فبراير أي بعد انتهاء معرض القاهرة بيومين كما كان محدداً له من قبل. عقد د. شاكر عبدالحميد وزير الثقافة اجتماعاً مع د. أحمد مجاهد رئيس هيئة الكتاب عصر أمس كلفه خلاله ببحث المشكلة مع الناشرين في محاولة للوصول إلي حل وسط. وعلمت "المساء" ان وزارة الداخلية اعترضت علي افتتاح المعرض يوم 24 يناير الحالي نظراً لانشغالها بتأمين البلاد خلال الاحتفال بذكري ثورة 25 يناير. الغريب في الأمر كما علمت "المساء" ان هيئة الكتاب قامت بالتنسيق مع وزير الداخلية السابق منصور عيسوي وأخطرته بموعد 24 يناير ولم يبد أي اعتراض علي الموعد. فهل فاجأت ذكري ثورة 25 يناير وزارة الداخلية مما جعلها تطلب التأجيل. وكيف لوزارة قالوا إنها استعادت حيويتها لا تستطيع تأمين معرض الكتاب؟ وعلمت "المساء" ان وزارة الداخلية تخشي من استغلال المعرض في عمل مظاهرات ووقفات احتجاجية مع ان الناس لا تحتاج أرض المعرض لإقامة هذه الوقفات فهناك العديد من البدائل لكن يبدو ان الوزارة تريد أن "تريح دماغها". عموماً فإن الكرة الآن في ملعب وزارة الداخلية التي يبدو انها غير مشغولة بالمعرض أو بالعمل الثقافي عموماً وتعتبره شيئاً هامشياً يمكن تأجيله أو حتي إلغاؤه!