يتصف الصراع داخل الدائرة الثانية لانتخابات مجلس الشعب بنظام المقاعد الفردية في محافظة قنا والتي تضم مركزي نقادة "غرب النيل" وقوص "شرق النيل" بأنه صراع الدم الواحد بحكم ترابط العلاقات بين أبناء المركزين شرقا وغربا ورغم ذلك تسعي قوص جاهدة للفوز بالمقعدين دون ان تقتسم الكعكة مع نقادة التي يبدو أنها ستظل بدون تمثيل نيابي إلي أن يتم الاتفاق علي مرشح واحد يحظي بتأييد الجميع لضمان الفوز بمقعد علي الأقل. تعتبر فرص نقادة للفوز بأحد المقاعد ضئيلة للغاية بسبب اتساع الدائرة بضمها لمركز قوص صاحب الكتلة التصويتية الأعلي إلي جانب عدم وجود مرشح يراهن عليه الناخب. الشواهد تؤكد أن الحظ الأوفر للفوز بالمقعدين من صالح مرشحي شرق النيل. إلا أن أبناء الغرب مازالوا ينتظرون تحقيق المعجزة لاقتناص أحد المقاعد. وكان من السهل ان يحدث هذا بعد ترشح العمدة صبري داود ابن قرية قرقطان علي مقعد العمال. الا ان طريقه للبرلمان ممهد بالأشواك لكونه ينافس قوة التيار الاسلامي متمثلا في مرشح الإخوان المسلمين النائب الأسبق هشام القاضي الذي وصل إلي مقعده في انتخابات عام 2000 رغم أنف التدخلات الأمنية والحزب الوطني المنحل إلي جانب وجود ثلاثة مرشحين آخرين في عقر داره مما جعل المهمة أمامه ليست سهلة. الموقف محسوم مبكرا لصالح قوص حيث يوجد 6 نواب سابقين يعودون للمنافسة ولكل منهم مؤيدوه من المركزين اعتمادا علي خدماتهم بالدائرة في وقت سابق من خلال القراءة الواقعية للخريطة ربما تحسم الانتخابات في قوص ونقادة من الجولة الأولي علي مقعد العمال لصالح مرشح الإخوان المسلمين. بينما من المتوقع ان تجري الاعادة علي مقعد الفئات بين أحد الوجوه الجديدة التي تنافس لأول مرة وبين أحد النواب السابقين. الصراع داخل دائرة نقادة وقوص علي المقاعد الفردية يشهد منافسة حامية بين 57 مرشحا منهم 35 مرشحا للفئات و22 للعمال والفلاحين. وبين كل هؤلاء 6 نواب سابقين من أبناء قوص يعودون للمنافسة من جديد لأن عضوية برلمان الثورة أمل يغازل كافة المرشحين علي اعتبار ان اسماءهم ستسجل بحروف من ذهب. الا ان الواقع يشير إلي ان من سيسجل التاريخ اسماءهم سيكونون من قوص بعد ان اعتادت نقادة علي غياب التمثيل النيابي والدورات السابقة خير شاهد علي ذلك ففي الدورة الأخيرة لانتخابات الشعب فقدت نقادة وقتما كانت المقر الانتخابي المقعدين بعد فوز مرشحي الحزب الوطني المنحل بهما ليذهب أحدهما لقرية المحروسة التي تم ضمها للدائرة الأولي بينما كان المقعد الاخر من نصيب أبناء الشرق. ورغم زوال كافة العوامل التي كانت تسهم في فوز مرشحي الوطني المنحل الا ان نقادة تبدو وكأنها عشقت حالة الفراغ لتصبح مقصدا لكل المرشحين يأخذون منها ولا يعطون. تمر الأيام سريعا وما هي الا أيام معدودات وينطلق الماراثون الانتخابي الذي يشهد منافسة 35 مرشحا علي مقعد الفئات يأتي في مقدمتهم ثلاثة نواب سابقين من أبناء قوص وهم عبدالراضي عربي علوان عضو مجلس الشوري الأسبق ونائب رئيس مدينة نقادة الحالي وهو ابن قرية حجازة التي تمتلك كتلة تصويتية تصل إلي 11 ألف صوت انتخابي. وينافسه بقوة محمد جاد المولي سليمان وشهرته محمد أبوشعيب عضو مجلس الشوري السابق وهو واحد من المرشحين الذين يتمتعون بتأييد كبير بين الناخبين وكان قد وصل إلي مقعده مستقلا في الدورة الأخيرة ويخوض الانتخابات مستقلا هذه المرة بعد ان رفض الانضام لأي من الأحزب الوليدة. ويعود للمنافسة علي مقعد الفئات محمد فهمي محمد حسن وشهرته محمد فهمي الخبير عضو مجلس الشعب الأسبق والذي خسر مقعده في الدورة الماضية نتيجة ما شهدته الدائرة من تزوير لا يخفي علي أحد. وينافس للمرة الأولي وبكل قوة د. محمد يونس محمد علي وشهرته محمد يونس الفشني أستاذ القانون بكلية الحقوق بقنا معتمدا علي علاقاته المترامية بمركزي نقادة و قوص ويعلق آمالا عريضة علي الشباب باعتبار انه أحد أبناء ا لجيل ويري كثيرون انه الأحق للفوز بالمقعد. وينافس أيضا اسماعيل عرفان علي اسماعيل المخرج التليفزيوني بقناة طيبة وهو الآخر يحظي بتأييد شريحة كبيرة من جيل الشباب وينافس للمرة الأولي أحمد عبداللطيف محمد عيد "ضابط شرطة". وفي نقادة يأتي في مقدمة المرشحين لمقعد الفئات د. زاهر حمدان اسماعيل رئيس قسم الأشعة بمستشفي الأقصر الدولي ابن قرية البحري قمولا ويخوض الانتخابات للمرة الأولي معتمدا علي علاقاته المتشابكة بقري ونجوع مركزي نقادة وقوص وهو شاب طموح يمتلك كتلة تصويتية عالية ومحمد عبدالموجود جهلان وشهرته ادهم عبدالجواد أخصائي التطوير بادارة نقادة وينافس للمرة الثانية وكذا يعود لمنافسة مرشح الحزب الوطني المنحل في الدورة الماضية حمدي سعد عمر سليمان ابن قرية دنفيق ونور الدين متولي حسان "مقاول" وهو ابن قرية قرقطان ود. صبري الانصاري ابراهيم علي عميد كلية التربية الأسبق بقنا وهو ابن قرية الخطارة وسبق له خوض الانتخابات الماضية عدة مرات دون ان يوفق للفوز ومحمود عمر عبدالعزيز سليمان "مأذون شرعي" وأشرف عزت محمد الأمير وشهرته أيمن الأمير ابن قرية اسمنت. ينافس علي مقعد الفئات 22 مرشحا آخرين أبرزهم عصام محمد علي مرشح حزب النور السلفي وان كان موقفه ليس بقوة مرشح الإخوان علي مقعد العمال. والمهندس أشرف عبدالوهاب أمين وشهرته أشرف القباني وبواب العادلي محمد أحمد وشهرته بواب عجلان والدكتور علي عثمان وأحمد هباش الذي ينافس للمرة الثانية وعلاء حمادة صدقي عثمان الحاصل علي بكالوريوس خدمة اجتماعية والذي أطلق علي نفسه ثائر الصعيد. وعلي مقعد العمال يأتي في مقدمة المرشحين هشام أحمد حنفي عبدالله وشهرته هشام القاضي عضو جماعة الإخوان المسلمين وعضو الهيئة العليا لحزب الحرية والعدالة وهو عضو مجلس الشعب السابق عن دائرة قوص ويعد صاحب الحظ الأوفر للفوز بالمقعد نظرا لتمركز الإخوان المسلمين داخل قوص. كما يعود للمنافسة عبدالستار حسن محمود خلف وشهرته عبدالستار خلف عضو مجلس الشعب الأسبق والذي استطاع أن يحقق الفوز في دورة 2005 ثم أخفق في الدورات التالية في استعادة مقعده. كما ينافس علي ذات المقعد من أبناء نقادة صبري يوسف داوود عبدالله وشهرته العمدة صبري وينافس للمرة الأولي معتمدا علي علاقاته المتشابكة والذي كان من الممكن ان يحقق المعجزة لنقادة باقتناص أحد المقاعد لصالحه الا ان وجود أكثر من مرشح في ناحيته جعل الأمر يزداد صعوبة. وفي قوص يحاول محمد شحاتة محمد عبدالله مرشح ا لحزب الوطني المنحل في الانتخابات الماضية ان يحقق الفوز. ويدخل حلبة المنافسة الوجه القديم نجيب يعقوب رضوان وشهرته محمد نجيب ابن مركز نقادة الذي خاض الانتخابات الماضية لعدة مرات ولم يحالفه التوفيق للوصول إلي البرلمان ومحدم سلام عمر وشهرته سعدي سلام ابن قرية الزوايدة ومحمد خليل حامد وشهرته مبسوط خليل الذي ينافس للمرة الأولي ومحمود مصطفي حسن وشهرته محمود الخرانقي مدير الاسكان بمجلس مدينة قنا الذي يخوض الانتخابات معتمدا علي الخدمات السابقة التي أداها لأبناء المركزين. كما يعود للمنافسة النائب السابق عبدالحميد علي عثمان وشهرته العمدة فرح الذي يحاول استعادة مقعده مع وجود منافسة من مرشح الجماعة السلفية أحمد محمد خديوي بالاضافة الي 11 مرشحا آخرين من المستقلين كل منهم يجتهد للوصول إلي البرلمان وان كان الموقف حسم مبكرا بتلك الدائرة.