ليس في عنوان المقال خطأ.. فقد يظن البعض أنني كنت أقصد كتابة "اعتذار مرفوض".. ولكنني أعني ما كتبت. في شهر مارس الماضي خرج علينا بيان من المجلس الأعلي للقوات المسلحة يقدم فيه اعتذاراً ويقول: إن "رصيده يسمح". وهنا كان الخطأ الكبير. وقلت وقتها: إن "العسكري" أخطأ أولاً عندما اعتذر وثانياً عندما ربط احترام الشعب للجيش ب "رصيد". فالرصيد مهما بلغ حجمه. لابد أن يأتي اليوم الذي سينفد فيه. وها هي المرة الثانية التي يخرج علينا المجلس العسكري برسالة اعتذار عن وقائع السحل والتعرية. رسالة اعتذار لنساء مصر. وهذه المرة ويا للعجب يرفض الثوار اعتذار المجلس بحجة أن الرصيد قد نفد!! إذا كان لابد لأحد أن يعتذر فليعتذر هؤلاء الذين كانوا معتصمين في التحرير. وفجأة "طقت" في دماغهم نقل الاعتصام والتظاهر إلي مقر وزارة الدفاع وأوقفهم الجيش والأهالي في موقعة العباسية. إذا كان لابد لأحد أن يعتذر. فليعتذر هؤلاء الذين قرروا أن يكسروا هيبة الدولة ومهاجمة وزارة الداخلية في محاولة لاقتحامها وما نتج عن سقوط ضحايا في موقعة محمد محمود. إذا كان لابد لأحد أن يعتذر. فليعتذر من هاجم جنود الجيش في موقعة ماسبيرو. ومن هاجم جنودنا وألقي عليهم الحجارة والمولوتوف في موقعة مجلس الوزراء. فليعتذر من حرق سيارة أخي المواطن أمام المجلس وليعتذر من حرق المجمع العلمي. وليعتذر لسكان منطقة التحرير الذين تحولت حياتهم إلي جحيم. إذا كان لابد لأحد أن يعتذر. فليعتذر من احتكر لنفسه صك الوطنية. واتهم من تظاهر في العباسية بالعته والعمالة والنفاق. إذ كان لابد لأحد أن يعتذر فليعتذر من تحرش وعري "علياء مهدي في الميدان. وقبلها مراسلة قناة "سي تي في" وقبلها مراسلة شبكة "سي بي إس" الأمريكية لورا لوجان. إذا كان لابد لأحد أن يعتذر. فليعتذر من بلغت بهم الوقاحة أن يهتفوا في ميدان التحرير علي أنغام الموسيقي وأمام جميع القنوات الفضائية العربية والأجنبية: "يسقط يسقط ابن الجزمة"!!! يا قيادات جيشنا العظيم. أنا المواطن المصري الموقع أدناه. لقد فوضت سيادتكم لحمايتي وأسرتي وبيتي وممتلكاتي الخاصة ونصيبي من الممتلكات العامة. أفوضكم وأعلم أنكم جيش وطني لا جيش احتلال. أعلم أنكم علي قدر المسئولية. فلا تخذلوني.