أبلغ من العمر 19عاماً . طالبة بسنة أولي جامعة هذه هي المرة الأولي لي التي أرسل فيها برسالة إلي جريدة لكن احساسي بصدق جريدتكم هو ما شجعني علي الكتابة إليكم. مشكلتي بدأت عاطفية ثم فجأة تحولت إلي سياسية تتعلق بما تم في بلدنا الغالية من أحداث .. في البداية أحببت زميلاً لي يكبرني بعامين ولم أسلم له قلبي إلا بعد أن تأكدت من أخلاقه ومن أنه لا يتسلي بي. يوم وراء يوم كانت العلاقة بيننا تتطور حتي أصبحنا نكاد لا نفترق إلا ساعات النوم فقط .. أما غير ذلك فالتواصل مستمر لحظة بلحظة. فجأة تغير كل شيء فمنذ بداية الثورة الجميلة تغير حبيبي وأصبح لا يهتم بشيء سوي السياسة .. لقد شاركت أنا وهو في الثورة بعد مرور أسبوع علي بدايتها وبعد تحقيق الهدف تصورت إن كل شيء سوف يعود لطبيعته فها هو حبيبي لا يفارقه أي حدث سياسي أو أي تجمع ثوري وهذه ليست المشكلة لكنه بدأ يتجاهلني تماماً وكأنني لم أكن موجودة في حياته من قبل لا يرد علي اتصالاتي .. يتجاهل "ايمالاتي" والأكثر أنه صارحني بأنه يريد تأجيل كل شيء إلي أجل غير مسمي. بصراحة تامة أنا أحبه ولا أستطيع الاستغناء عنه وأعيش حالة نفسية سيئة لا أستطيع وصفها حتي أنها أضاعت مني فرحة نجاح الثورة .. فهل أجد لديك الحل وكيف أخرج من هذه الورطة؟ H. B CAIRO بداية وقبل أي كلام أتوجه بخالص التحية والتقدير إلي شهداء الثورة المصرية الغالية وأدعو لهم بخالص الرحمة والثواب المضاعف .. ثم أحيي الشعب المصري بأكمله علي نجاح ثورته الغالية التي أذهلت العالم. أما بالنسبة لمشكلتك فأجد أنه هذا الشاب تصرف بطريقة سليمة تدل علي أنه يحترم نفسه ويكفي صراحته وقراراته الواضحة لتدلل علي كلامي .. لقد انبهر هذا الشاب بشيء أقوي من الحب .. فقد قدرته علي التواصل إلا مع الهدف الأسمي والاغلي في حياته وهو هذا البلد الغالي الذي يحتوينا جميعاً ولا يبقي سوي أن تكوني أنت ايضاً علي نفس القدر من احترامك لذاتك بأنه تكوني أكثر حرصاً منه علي نفسك وأن تتركيه للحياة التي اختارها بنفسه مفضلها عما سواها من أشياء أخري! بصراحة أن حبك له أصبح حباً لا معني له فبعد تجاهله لك بل واخبارك بكل صراحة بتأجيل كل شيء وهي صراحة أقرب إلي الانسحاب المشرف من حياتك. والأهم من كل ذلك أنك بحق مازلت صغيرة علي هذه التجارب العاطفية والمفروض أن يكون هدفك الرئيسي الآن هو مواصلة مشوارك الدراسي والتركيز التام فيه فهذا هو مستقبلك الذي يجب أن تكوني حريصة عليه لتكون مشاركتك في الثورة اسماً علي مسمي. هو لم يهتم بنفسه ومستقبله الأكيد أنه يهتم ببلده ووطنه .. دعي الحب لوقته المناسب يوم تخرجك النهائي في الكلية وظهور الشاب المناسب الذي يطلبك للزواج بشكل واضح ورسمي وفي النور أمام الأهل والأصدقاء ليست علاقة عابرة لا معني لها وتثير من الأقاويل والشكوك التي قد تنال منك.