"أمة بلا ذاكرة .. هي أمة في خطر" .. هذه جملة من الجمل التي يرددها العديد من العلماء وأساتذة الجامعات.. في مقدمتهم العالم المصري الكبير د. أحمد زويل تعقيبا علي احراق وتدمير المجمع العلمي. لأول مرة منذ قيام ثورة 25 يناير المجيدة .. يتم احراق ثروة علمية قومية لا تقدر بثمن.. أياد قذرة نفذت الجريمة وحرمت أجيال المستقبل في مصر والمنطقة من معرفة جزء كبير من التاريخ المصري. صحيح ان هذا المجمع مهمل منذ فترة طويلة .. تماما مثل صروح علمية كثيرة كانت مهملة في عهد العهد السابق الفاسد لأن المخلوع وغالبية كل من كانوا حوله كانوا يكرهون العلم والعلماء بل ويحاربون المشروعات العلمية الهامة .. ورغم هذا الاهمال إلا أنه أي المجمع العلمي كان علامة من علامات الارشيف العلمي في مصر: وأمثلة كره المخلوع وزبانيته للعلم والعلماء كثيرة .. ابرزها رفض مشروع د. أحمد زويل بانشاء جامعة مصرية عالمية تكون أساسا لنهضة مصر الحديثة علميا وبحثيا .. وهذا الرفض استمر أكثر من 12 عاما.. حتي جاءت الثورة العظيمة .. ثورة 25 يناير لتمهد الطريق لهذا المشروع الكبير ليظهر للوجود. والمجمع العلمي اذا وصفناه في جملة واحدة.. فهو أعرق وأقدم مجمع علمي في العالم بعد المجمع العلمي الفرنسي .. وكان العضو العامل به هو عضو ايضا بالمجمع الفرنسي.. وقد أنشأه نابليون بونابرت عام 1798 أي قبل أكثر من 200 عام ليكون مستشارا له في التخطيط للعمليات التي يقوم بها أو أي مشروعات يتم انشاؤها. الكارثة ان نيران الأشرار أتت علي كل كبيرة وصغيرة في هذا المبني .. وأتساءل: لماذا تم احراق هذا المبني بالذات.. هل هو عمل تخريبي مقصود؟.. أم جريمة عشوائية نفذها البلطجية لصالح أعداء مصر في الداخل والخارج. نيران الأشرار أتت أيضا علي جزء كبير من مبني الجمعية الجغرافية المصرية والهيئة العامة للطرق والكباري والسؤال المحير أيضا لماذا تأخرت عربات الإطفاء حوالي 10 ساعات حتي أتي الحريق علي الأخضر واليابس في المجمع. مهما كان المسئول.. ومهما كان الجاني .. ان مصر اليوم في خطر .. أمة مهددة بالفناء.. لو ظلت نيران الأشرار تدمر المؤسسات العلمية والبحثية. يا أبناء مصر.. يا ثورار 25 يناير.. انقذوا بلدكم من نيران الفلول.. واهدأوا واصبروا حتي نعبر الي بر الأمان.