صراخ وبكاء وعويل أمام مشرحة زينهم بالسيدة زينب لأهالي وأسر ضحايا الأحداث الدامية التي وقعت بشارع مجلس الوزراء وقصر العيني علي مدار اليومين الماضيين. أثناء تواجد العشرات منهم لاستلام جثث ذويهم.. والتي بلغت ثماني جثث وهم عماد الدين أحمد عفت وعلاء عبدالهادي وعادل عبدالرحمن وأحمد محمد منصور ومحمد عبدالله وسيد عمر وصلاح أحمد إسماعيل.. بالاضافة إلي جثة أخري مجهولة الهوية لم يتعرف عليها أحد حتي الآن. أكد الأهالي أن دماء الشهداء في رقبة حكومة الجنزوري والمجلس العسكري وطالبوا بمحاسبة من أطلق النار علي المتظاهرين وأن من تثبت إدانته لابد من إعدامه في ميدان عام حتي يكون عبرة لغيره. لأن هذا الحادث لم يكن هو الأول من نوعه فقد حدث ذلك من قبل أثناء جمعة الغضب الأولي في 28 يناير الماضي وفي أحداث ماسبيرو وشارع محمد محمود. يؤكد حجاج العربي "موظف" ابن خالة الشهيد "محمد عبدالله سلام" ان محمد كان يبلغ من العمر 31 سنة وكان يعمل مهندسا باحدي شركات السيارات بالقاهرة وقبل وقوع الحادث كانا يجلسا علي مقهي بالتحرير ثم ذهب الشهيد ليحضر وجبة الغداء بعد صلاة العصر مباشرة وعلم بعد ذلك انه اصيب بطلق ناري في البطن خرج من ظهره. أما خليفة محروس "ضابط بالمعاش" وهو أحد أقارب الشهيد "سيد عمر" 16 عاماً.. فقد أكد أن الشهيد قد توفي في الثانية صباح أول أمس إثر اصابته بطلق ناري في الصدر وبعد ذلك تم نقله إلي مستشفي قصر العيني وبعدها إلي مشرحة زينهم. أما الشهيد "عادل عبدالرحمن" ويبلغ من العمر 20 عاما قد اصيب بطلق ناري في الصدر دخل من جهة اليمين وخرج من جهة اليسار. وأوضح زملاؤه أحمد جميل ومصطفي رضا وياسر عوض "طلاب ثانوي عام" ان عادل كان يعمل "سروجي سيارات" وقد تعلم هذه المهنة بعدما حصل علي دبلوم الصنايع مباشرة. وأكدوا أنه كان شابا وذو أخلاق كريمة وكان أهالي منطقته بعين الصيرة يحبونه نظراً لمعاملاته الطيبة معهم. وكان ضمن الضحايا شهيد القافلة الطبية الطالب علاء عبدالهادي في السنة الخامسة بكلية الطب وكان يقوم باسعاف المصابين أثناء الأحداث باحد المستشفيات الميدانية بشارع مجلس الوزراء وأثناء نقله لأحد المصابين أصيب بطلق ناري في الرأس أدي إلي تهتك الجمجمة ووفاته علي الفور وبناء علي شهادة بعض زملائه فان الشهيد علاء كان شابا رفيع الخلق وكانوا يرون فيه مشروع طبيب متميزاً فضلا عن وطنيته الجارفة ولكن قدر الله أراد ذلك وفي هذا الموقف لا نقول إلا ما يرضي ربنا "انا لله وانا اليه راجعون".