يقول فكري محمد عبدالراضي: كنا في أيام جمال عبدالناصر نشعر أن حياتنا لها قيمة. فقد أولي اهتمامنا بالغاً بالزراعة والمزارع. حتي أننا لم نكن بحاجة لشراء مستلزماتنا الغذائية. لأن ما كانت تنتجه الأرض من إنتاج وفير كان يكفي لسد احتياجاتنا. أما الآن فقد تقلص الاهتمام بشريحة الفلاحين وأصبحنا نترك أراضينا التي كنا لا نفارقها ليلاً أو نهاراً بعد زيادة أسعار المحاصيل والأسمدة وظهور حشائش غريبة عجزت وزارة الزراعة عن إيجاد حل لها والقضاء عليها. مما أدي إلي ضعف الإنتاجية وأصبحنا نقوم بشراء رغيف العيش في الوقت الذي كنا نأكل "البتاو" وسط الزراعات. يضيف فهيم عبدالحق قائلاً: إن الحياة تغيرت كثيراً وأصبحت أكثر بؤساً وشقاءً بعد تزايد أفراد الأسرة. خاصة أننا أنفقنا علي أولادنا لتربيتهم وتعليمهم والنتيجة بطالة أجلست الجميع داخل المنازل ليكونوا عالة علي آبائهم غير القادرين علي تلبية مطالبهم. يقول محمد صلاح إسماعيل: لم نمثل يوماً ما عبئاً علي الدولة ولم نرهقها بالمطالب كغيرنا من شرائح المجتمع. حتي وجدنا نتيجة هذا نسيان تام من جانب الحكومات المتعاقبة طوال عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك. الذي كان يبدأ خطاباته دائماً بالتأكيد علي اهتمامه بالفلاح. علي غير الحقيقة. والدليل أننا بنهاية فترة حكمه وجدنا أنفسنا مضطرين للهروب من أراضينا ومنازلنا بسبب تراكم ديون بنك التنمية والائتمان الزراعي التي حولت حياتنا لجحيم لا يطاق بسبب سياسة البنك في تدوير القروض وفرض غرامات وفوائد باهظة تصل أحياناً لما هو أكبر من أصل المديونية. يطالب د. كمال الجنزوري - رئيس حكومة الإنقاذ الوطني - بالاهتمام بالمزارعين وبحث مطالبهم والعمل علي الاستجابة لها والتي علي رأسها إسقاط المديونيات لدي البنك حتي نشعر بالتحرر ونعود لنردد كلمات الأغنية القديمة "محلاها عيشة الفلاح". بعد أن أصبحت عيشتنا كسواد الليل المظلم. يطالب طلعت فؤاد كتي بأن يتم وضع أحوال المزارعين علي أجندة الحكومة الحالية ورئيس الدولة القادم. وأن يراعي هؤلاء مطالبنا بإقامة منشآت صناعية بمختلف مراكز المحافظة لتوفير فرص عمل للخريجين من أبناء الفلاحين مع العمل علي خفض أسعار الأسمدة والمحاصيل الزراعية. أما نظير حداد. فيطالب بسرعة عودة الأمن إلي البلاد حتي يأمن الفلاح علي أرضه ويتمكن من مراعاتها في أي وقت يشاء. بعدما أصبحنا غير قادرين علي الخروج لها ليلاً بعد تزايد أعمال البلطجة والسرقات في أعقاب ثورة 25 يناير.. ويضيف قائلاً: أتمني أن تحقق الثورة للمزارعين ما لم يستطع تحقيقه المخلوع