الدستور هو ذلك الإطار القانوني الذي يحدد شكل وملامح الدولة والنظام والعلاقة بين الحاكم والشعب واختصاصات الرئيس وصلاحياته واشياء أخري كثيرة يضيق المقام بذكرها. كل هذا رائع!! لكن الأهم في الدستور هو شكل وملامح الدولة لأننا نصنع ونصيغ دستوراً لمصر.. ولا نفصل دستوراً لمصلحة فئة أو حزب أو جماعة لتستأثر بنصيب الأسد لا في صياغة الدستور ولا في الامتيازات التي يمكن أن تجنيها منه ولا في الشكل الذي تريد أن تفرضه فئة من الناس علينا جميعا!! بمعني أننا نسعي للوصول إلي الدستور الأمثل ولا يمكن أن نقبل بغير الأمثل في الدستور لأن أي قصور أو ثغرات قد تشوبه يعني أننا لم نحدث فرقاً ولا تغييراً. نحن نسعي لأحداث فارق وتغيير لمصلحة مصر وليس لحساب فئة من الناس والدساتير تصاغ وفق قواعد متعارف عليها ولمصر تجارب مشرفة في ذلك والدستوريون أو فقهاء الدستور يشيدون بدستور 1971 باستثناء ما كان يتعلق بفترات ولاية الرئيس التي أوصلتنا لما نحن فيه الآن!! نخطيء كثيراً إن لم نستفد من تجارب الماضي ونوفر علي أنفسنا الجهد والوقت. كان أمام الرئيس عبدالناصر فرصة ذهبية لكي يضع مصر علي أول طريق الديمقراطية قبل حرب 56 وبعدها ولا ندري هل كانت نفس الفرصة أمام الرئيس السادات أم لا ؟! ولماذا لم يحاول الرؤساء المصريون نشر الديمقراطية في مصر علماً بأن الأنظمة الديمقراطية كانت هي الأرقي بين الأمم الأخري اقتصاديا وسياسياً وحتي عسكريا؟! ولا ندري لماذا ضنوا علينا بالديمقراطية كل هذه السنوات؟!