قال الرئيس الأمريكي باراك أوباما إن آخر جندي أمريكي سيعبر حدود العراق عائدا إلي الولاياتالمتحدة خلال الأيام المقبلة سيصل إلي بلاده وهو فخور ومرفوع الرأس . وأعرب أوباما في مؤتمر صحفي جمعه برئيس الوزراء العراقي نوري المالكي بمناسبة انسحاب القوات الأمريكية من العراق عن فخره بما حققته القوات الأمريكية في العراق منذ بدء الحرب قبل ما يقرب من تسع سنوات. وأوضح الرئيس الأمريكي معلناً نهاية الحرب علي العراق ان القوات الأمريكية ستغادر الأراضي العراقية بعد أن باتت البلاد ديمقراطية وذات سيادة وتعتمد علي نفسها مشيدا بجميع من بذلوا التضحيات من أجل تحقيق ذلك. وعن مستقبل العلاقات بين الولاياتالمتحدة والعراق بعد الانسحاب أوضح الرئس الأمريكي باراك أوباما انه تم طي صفحة الماضي وبدأ فصل جديد في تاريخ العلاقات بين البلدين لتكون علاقة طبيعية بين بلدين لكل منهما سيادته مبنية علي التساوي في المصالح المشتركة والاحترام المتبادل. وأشار إلي أن اليوم يبرز مدي التقدم الذي وصلت إليه العراق في ظل التحديات الكبيرة التي تواجهها إلا أنها تسعي لبناء مؤسساتها المستقلة في إطار من الشفافية. وألمح اوباما إلي أن العراق علي الصعيد الاقتصادي تواصل الاستثمار في مجالات البنية التحتية والتطوير متوقعا أن ينمو الاقتصاد العراقي خلال السنوات المقبلة بوتيرة أسرع مما هي عليها في الصين أو الهند وتعود من جديد إلي مكانتها الرائدة بين الدول المنتجة للنفط. وأضاف ان العالم العربي سيشاهد كيف تحولت العراق إلي بلد يحدد مصيره بنفسه وأن في استضافة العراق للقمة المقبلة لجامعة الدول العربية للمرة الاولي منذ نحو عشرين عاما رسالة قوية تؤكد ذلك. ووجه الرئيس الأمريكي حديثه إلي رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي بقوله ¢إن الشعب العراقي ينبغي أن يعرف أنك لن تكون بمفردك فلديك شريك قوي قادر علي تحمل المسئولية .. وهو الولاياتالمتحدة.¢ وشدد أوباما علي أن الشراكة بين البلدين من شأنها تقوية دور المؤسسات التي تعتمد عليها العراق بدلا من كونها دولة أفراد وذلك من خلال الانتخابات الحرة والصحافة النابضة بالحياة والمجتمع المدني القوي والشرطة ¢المحترفة¢ التي تقدر دور القانون والقضاء المستقل والشفافية في جميع المؤسسات التي تخدم الشعب العراقي. كما تقتضي هذه الشراكة أيضا - حسبما يوضح أوباما - توسيع الإطار التجاري بين البلدين بتسهيل حركة الصادرات وتبادل الخبرات التجارية والعمل سويا لتطوير قشطاع الطاقة العراقي. وأضاف الرئيس الأمريكي أن شراكة البلدين تتطلب تعميق الروابط بين شعبيهما وبخاصة بين قطاعات الشباب وذلك من خلال السماح للطلبة العراقيين - الذين وصفهم بقادة المستقبل - بالدراسة وتكوين علاقات داخل الولاياتالمتحدة. وأشار الرئيس الأمريكي باراك أوباما أن قطاع الأمن من بين اهتمامات الشراكة الأمريكية-العراقية موضحا انه بحث مع رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي سبل دعم الولاياتالمتحدة لقطاع الأمن العراقي من خلال التدريب والإمداد بالمعدات وليس من خلال توطين قوات أمريكية داخل العراق أو من خلال القواعد الأمريكية فيها لأن هذا الأمر انتهي .