كشف جمال العربي وزير التربية والتعليم أن مناهج المرحلة الابتدائية هي السبب الرئيسي للأمية وعزوف التلاميذ عن استكمال الدراسة.. قائلاً إن الطالب في الخارج يتعلم 250 كلمة جديدة كل عام بشرط تكرار الكلمة 20 مرة في مختلف الدروس إلا أننا في مصر يقرر علي التلميذ 750 كلمة بينها كلمات لا يتم تكرارها إلا مرة واحدة. إضافة لعدم تقييم الطالب بشكل يحدد قدراته حتي امتحان الصف الثالث الابتدائي تم إلغاؤه لذلك لابد من عقد امتحان في الصف الثالث الابتدائي بشرط أن يكون امتحانا حقيقيا ومن لم يجتازه يتم إعداد برامج مساعدة له. أضاف ان مشكلة التعليم الرئيسية أن كل وزير تولي الوزارة كان يأتي بطاقم جديد تابع له وبالتالي تغلق الملفات والمشروعات والاستراتيجيات ويبدأ من أول السطر. لذلك كان قراري بأن يتم استكمال ما بدأ سابقا والردئ منه سننحيه بلا حرج أو حساسية. قال العربي في تصريحات خاصة ل "المساء" عقب جولته ل 8 مدارس بشبين الكوم رافقه خلالها المستشار أشرف هلالي محافظ المنوفية وبسيونية سرور وكيل وزارة التربية والتعليم ود. رضا مسعد رئيس قطاع التعليم ومستشارو المواد: انني حرصت أن يشارك معي في جولتي مستشارو المواد للاستماع للطلاب والمدرسين لعودة المدرسة كما كانت لذلك أهم ملف حاليا هو إعادة المدرسة لمسارها الطبيعي وذلك بالمتابعة المكثفة وإعادة النظر في العلاقة بين الطالب والمدرسة والطالب والمعلم والمعلم والمدرسة وليس معني ذلك التركيز علي الغياب في المدارس.. ولابد من تفعيل القرارات المنظمة لهذه العملية وقبل أن أحاسب الطالب علي الغياب لابد أن أعد له مدرسة ومعلما يستطيعان أن يحققا له ما يريده. تابع: اهتمامي الأول بالمدرسة الحكومية التي تعلمت بها حيث تم إهمالها في الفترة الماضية وقد طلبت من جميع تيارات ورؤساء القطاعات ورؤساء الإدارات داخل وخارج الوزارة وضع خطط عمل قصيرة المدي خلال الستة أشهر المقبلة وخطط طويلة المدي ووضع الحلول اللازمة للمشكلات المزمنة في التعليم وطالب برفع تقارير دورية بشكل أسبوعي عن سير العمل داخل كل إدارة مركزية وتكثيف المتابعة لضمان انتظام العملية التعليمية في المدارس. أضاف جمال العربي: عمر الحكومة علي أقصي تقدير 7 أشهر لذلك أسعي جاهدا للحفاظ علي استقرار العام الدراسي ووضع إطار عام للمناهج ليخدم مصر. مؤكداً ضرورة تغيير نظام التعليم حتي يتناسب مع تحديات العصر الذي نعيشه بعد ثورة 25 يناير. أشار: الوزارة تحاول إعداد مناهج تخاطب العقل أكثر من الحفظ لذلك طلبت إعداد مقارنة بين المناهج الآسيوية والأوروبية ومن دولة الأردن حتي ننتقي منها أفضل النظم لتطبيقها في مصر. واصل جمال العربي: هناك نوبة صحيان شعرت بها مع تولي الوزارة حيث اكتشفت أن هناك 140 فدانا في محافظتي الشرقية بالعاشر من رمضان وسوهاج سيتم سحبها قريبا إذا لم يتم استغلالها سريعا. قال العربي: بدأت جولتي بمحافظة المنوفية حيث أعلم جيدا أن مركز سرس الليان يمثل إهداراً للمال العام. وهناك العديد من المراكز أكثر من 20 مركزا مهملة أقلها مركز سرس الليان الذي يكلف الدولة سنويا الملايين ولم يستغل الاستغلال الأمثل. وهناك محاولات لإمكانية ضم هذه المراكز والإدارات لوزارة التربية والتعليم حتي تعمل بكامل كفاءتها ويعود العائد الأدبي والمادي علي العاملين بوزارة التربية والتعليم حيث يمكن أن تسمو هذه المراكز بالعملية التعليمية إذا تم توظيفها بالشكل الصحيح فهناك العديد من الأماكن التعليمية التي تحتاج إلي رعاية واهتمام. أضاف: جئت لمدارس المنوفية في أول جولة لي في الجولات الميدانية بعد أربعة أيام من تولي الوزارة ولا أحمل عصا أو كرباجاً ولا أبحث عن مساوئ.. ولكن أتيت لأتعرف علي الواقع فقد تكون الرؤي مختلفة من مكان إلي مكان فليس من يسمع كمن يري ولكي أري مواقع الخلل والسلبيات ونتناقش بيننا ونضع لها الحلول لنتخطي السلبيات وزيارتي الهدف منها ربط القمة بالقاعدة لكي تذوب رأس المثلث في قاعدته لتكون خطا واحدا. طلب العربي من المعلمين النصيحة وألا يبخلوا بها عليه لأنه سيطالبهم بها يوم القيامة واعترف الوزير بأن الإداريين العاملين بوزارة التربية والتعليم مهضوم حقهم حيث لم يطبق عليهم الكادر أو حافز الإثابة لذلك سأحمل علي عاتقي هذا الأمر. أثني العربي علي المستشار أشرف هلال محافظ المنوفية ووصفه بالجرأة حيث شعر بهموم الإداريين وبدأ في حلها وهناك محافظات لم تقم بهذا.. وقال: اتصل بي أحد الزملاء المحافظين وسأل هل أسبب حرجا للوزير لو صرفت 83% للإداريين فقلت إطلاقاً. وأعلن الوزير: انني سأقوم بترقية 100 ألف معلم خلال الأسبوع القادم تأخرت ترقيتهم أكثر من ست سنوات.