من ينتصر؟! ومن ينهزم؟! ومن يُغْلَبْ علي أمره؟! من يطفو فوق الأحداث؟! ومن يتواري خلف الأسوار؟! من يرفع رأسه؟! ومن ينكفيء علي نفسه؟! قامت الثورة.. ونجحت الثورة.. واختفي الثوار بعد أن اختفت رؤوس النظام السابق.. وظهر الورثة.. من له حق شرعي.. ومن حضر القسمة ليقتسم ويخرج بشيء من الغنيمة. مصر تشبه الآن "الجمل الصبور" الذي يتقافز علي ركوبه أصناف شتي من البشر.. بعضهم يجلس فوق سنامه.. والبعض يتعلق برقبته.. والبعض الثالث بذيله.. والرابع بخفه.. وجزء يتمسح بجسمه.. وهو صامت ينظر ويتأمل لمن تكون الغلبة؟! تراشق بالتصريحات.. وتنابز بالكلمات.. وأفعال وردود أفعال.. وخلافات وتوافقات.. وخصام بعد صلح.. وصلح بعد خصام.. ونحن الشعب الذين يرمز الينا بالجمل الصبور لانملك من أمرنا شيئا.. وليس علينا سوي الانتظار الي أن يقضي الله أمرا كان مفعولا!! المجلس العسكري الذي من المفروض أن يكون رمانة الميزان وحصن الأمان ترك العنان لبعض أعضائه يتحدثون بمناسبة وغير مناسبة.. هل مجلس الشعب المنتخب كامل الأهلية؟ أم يحتاج الي وصي؟ من له حق انتخاب او اختيار اللجنة الأساسية التي ستضع الدستور؟ هل هو المجلس نفسه أم المجلس الأعلي للقوات المسلحة وهل سيكون للمجلس الاستشاري سلطة في هذا الأمر. بمعني هل له حق اقتراح تسمية الأعضاء؟! لا أحد يعرف.. عضو المجلس الأعلي للقوات المسلحة قال كلاما عن اختصاصات مجلس الشعب بما يفهم منه أنه غير كامل الأهلية. وعلي الفور انسحب حزب الحرية والعدالة "حزب الإخوان المسلمين" من المجلس الاستشاري باعتبار أنه ستكون له الأغلبية في المجلس طبقا لنتيجة المرحلة الأولي للانتخابات. وبالتالي لايقبل الحزب الانتقاص من أهلية مجلس الشعب. هكذا ظهرت في الأفق بوادر أزمة بين العسكري والإخوان.. لكن سرعان ما تراجع العسكري وأعلن احترامه لاختيارات الشعب. وأكد أن المجلس الجديد سيمارس اختصاصاته الدستورية والتشريعية كاملة.. وهنا تبدو بوادر للصلح واحتمال عودة الحرية والعدالة الي المجلس الاستشاري. جانب من الأطياف السياسية المتعددة يحذر من اختطاف مصر. وأن الإخوان يسعون لاحتكار السلطة ولايريدون أن يشاركهم أحد في وضع الدستور!! ويرد الإخوان علي لسان سعد الكتاتني أمين عام حزب الحرية والعدالة ليبعث رسالة اطمئنان للجميع ويؤكد أنه لاصدام مع العسكري ولا تحالف مع السلفيين الذين بدوا وكأنهم "البعبع" المخيف لمجتمع ما بعد الثورة. بل ويبلغ الكتاتني في تصريحاته مرحلة لم تخطر علي بال المراقبين والمتابعين فيعلن صراحة أن الحزب المنبثق عن الجماعة لن يفرض الحجاب ولن يمنع الخمور في المنازل والفنادق. والأقباط شركاء الوطن.. وكل ما نريده رئيسا مدنيا غير عسكري. ويظهر في الصورة الليبراليون الذين لايفرقون بين الإخوان والسلفيين ويعلنون العصيان المدني ضد التيار الإسلامي.. بينما فلول المتظاهرين مازالوا موجودين في التحرير وعلي باب مجلس الوزراء لمنع الدكتور كمال الجنزوري ووزارته من تأدية مهامها!! ولا ننسي وسط هذه اللوغاريتمات الاعلام المسموع والمقروء والمرئي.. وما أدراك ما الإعلام الذي يزاحم بقوة ليحتجز لنفسه ركنا صاخبا في هذه السوق العشوائية!! أنا مش فاهم حاجة!! حد فاهم حاجة؟!