اطمأن خبراء السياحة وصناع القرار السياحي في مصر بعد التطمينات والرسائل القوية التي صدرت مؤخراً عن قيادات "الإخوان" وحزب الحرية والعدالة. وكلها تصب في تشجيع السياحة باعتبارها من أهم الصناعات الموفرة لملايين فرص العمل والجاذبة للنقد الأجنبي. أكد د.محمد بديع.. المرشد العام للإخوان المسلمين في حواره مع عمرو الليثي لبرنامج 90 دقيقة علي قناة المحور أن السياحة المصرية متنوعة ولا تقتصر فقط علي هذه السخافات التي نسمعها. بل هناك سياحة ثقافية ودينية وعلاجية.. حتي أن ميدان التحرير أصبح مزاراً سياحياً وبالتالي فإن مصر مليئة بالخير. ولكن يجب معرفة كيفية استغلاله. دولة مدنية أضاف بديع أنه لا يوجد في الإسلام دولة دينية. بل دولة مدنية.. ومصر بلد مسلم وليست في حاجة لأحد يفرض عليها الإسلام. الفن والسينما أما د.محمد مرسي رئيس حزب الحرية والعدالة فقد أكد في حواره مع وائل الإبراشي لبرنامج "الحقيقة" علي قناة "دريم" أن مصر في أشد الحاجة لصناعة الفن والسينما والإعلام والسياحة.. مشيراً إلي أننا لسنا في حاجة للفن الهابط. فهناك أعمال فنية جيدة مثل فيلم "الرصاصة لا تزال في جيبي". عام 1976 وأغنية محمد عبدالوهاب عن النيل التي يقول مطلعها "مسافر زاده الخيال.. والحب والخير والجمال". مجال إنتاجي أما السياحة فإن د.محمد مرسي يؤكد أنها مجال إنتاجي وليست مجالاً للمتعة فقط.. مشيراً إلي أننا نريد للسياحة أن تصل إلي 50 ألف سائح بما يوفر 50 مليون دولار سنوياً. قال رئيس حزب الحرية والعدالة إن سفينة الوطن تركت الشاطئ والآن تبحر في الطريق الصحيح.. مؤكداً أن النهج الإسلامي فيه حل لكل مشاكل مصر. فالإسلام الصحيح لا يميز بين الناس علي أساس العقيدة لأن الناس في الوطن شركاء ولايطبق الشريعة إنسان علي إنسان. المرحلة القادمة وحول هذه التطمينات فقد أكد خبراء السياحة أنها بداية طيبة وتبشر بالخير خلال المرحلة القادمة. قال حسام الشاعر رئيس غرفة شركات السياحة: إن هذا الفكر الراقي الذي تقدمه قيادات حزب "الحرية والعدالة" يمكن البناء عليه. حيث يمثل رسالة قوية للداخل والخارج بأن مصر ماضية في طريقها للإصلاح والتنمية بعيداً عن التطرف الذي حاول البعض الترويج له. في الوقت الذي تبين أن ما يتم الترويج له ليس صحيحاً. مشيراً إلي أن القطاع السياحي جاهز للتعاون مع هذا الفكر الجديد بما ينعكس في النهاية علي النهوض بصناعة السياحة المصرية في شتي المجالات. التواصل أما أحمد بلبع رئيس لجنة السياحة بجمعية رجال الأعمال المصريين فقد أكد أن الجمعية جاهزة للتواصل مع قيادات التيار الإسلامي المعتدل.. مشيراً إلي أن الخطاب الإعلامي الذي يتبناه حالياً حزب الحرية والعدالة وبعض المعتدلين من حزب النور ساهم في تبديد مخاوف الكثيرين من المستثمرين في المجال السياحي.. وبقي أن يتم التواصل مع هذه القيادات لتبادل الآراء عن قرب في قضايا التنمية السياحية ودعم السياحة خلال الفترة القادمة. أضاف أن جمعية رجال الأعمال المصريين ستأخذ المبادرة.. بمجرد انتهاء مراحل الانتخابات الثلاث وستتم دعوة قيادات التيار الإسلامي للتباحث حول مستقبل السياحة المصرية. أشاد سيف العماري.. أمين صندوق الاتحاد المصري للغرف السياحية بهذه التطمينات الصادرة عن قيادات الحرية والعدالة مؤكداً أن معظم هذه القيادات تؤمن بالفكر العصري المستنير لأنهم عاشوا بالخارج وحصلوا علي درجاتهم العلمية من جامعات أجنبية وأنهم يمثلون بالفعل التيار الإسلامي المعتدل ويمكن التعاون معهم. أكد عمرو صدقي رئيس لجنة التدريب بغرفة شركات السياحة أن كل العاملين بقطاع السياحة سعداء بهذا الخطاب المطمئن من المرشد ورئيس الحزب ونتمني ألا يكون خطاباً سياسياً فقط لحين انتهاء باقي مراحل الانتخابات.. مشيراً إلي أن الجميع يتطلع لتنفيذ هذا التوجه بتشجيع السياحة لأن هذه الصناعة ليست مرتبطة بالخمر والعري. كما يعتقد البعض. لكنها صناعة قوية تضم العديد من المشروعات العملاقة.