أزمة أنبوبة البوتاجاز مازالت الشغل الشاغل للمواطنين بعدما وصل سعرها إلي 30 جنيها في المناطق الشعبية والشعوائية أما في المناطق الراقية فيصل سعرها ما بين 50 جنيهاً و60 جنيها ويقف وراء ذلك قيام مديري مستودعات الغاز ببيع حصصهم كاملة من اسطوانات البوتاجاز في السوق السوداء لاصحاب عربات الكارو والسريحة وحرمان المواطنين الذين ينتظرون لعدة ساعات من أجل الحصول علي الانبوبة بسعرها الرسمي. يؤكد المواطنون أنهم يحضرون من جميع مناطق القاهرة الكبري للمستودعات الرئيسية أملاً في الحصول علي الأنبوبة بسعرها الرسمي الذي تحدده الحكومة ولكن جشع أصحاب المستودعات يحول دون ذلك.. ويري آخرون أن هذه هي سياسة دولة تريد أن تصرف أنظار مواطنيها عن الاهتمام بأمر معين بخلق مشكلة جديدة تستحوذ علي معظم أوقاتهم وطاقاتهم. أرجع البعض قضية الطوابير وانتشار البلطجية إلي فلول النظام السابق الذي كان يبرع في افتعال الأزمة لإلهاء الناس!! رصدت "المساء" كل ما يدور بالمستودعات وشاهدنا علي الطبيعة المعاناة التي يجدها المواطن في الحصول علي الأنبوبة. يؤكد سيد محمد سالم "سائق" ورزق عبدالحميد "موظف" من سكان المرج أنه منذ عدة أيام نبحث عن أنبوبة البوتاجاز في المستودعات ولم نتمكن مما اضطرنا للحضور إلي أحد المستودعات الكبري بالوايلي لاننا لا نستطيع أن ندفع 30 جنيها التي فرضها علينا بائعو أنابيب الغاز من البلطجية الذين يستأجرهم أصحاب المستودعات لبيع الأنبوبة بعشرة أضعاف سعرها الحقيقي. أضاف: رغم انتظارنا لأكثر من ثلاث ساعات لم نستطع الحصول علي أنبوبة البوتاجاز ولن نعود إلا بها مهما كانت المعاناة. يقول محمد إبرهيم وأحمد عبدالناصر "موظفان": منذ أسبوع ونحن نجري هنا وهناك من أجل الحصول علي الأنبوبة التي أصبحت في خبر كان بعد أن كانت متوافرة طوال الوقت بالمستودعات ولكن بمجرد دخول فصل الشتاء تبدأ المعاناة بسبب جشع الباعة من السريحة وأصحاب المستودعات الذين يرفعون السعر كما يحلو لهم والضحية المواطن البسيط. يؤكد محمد أحمد عبدالله "كهربائي" ووفاء عبدالموجود "ربة منزل" ان اسطوانات البوتاجاز كانت متوافرة في معظم المستودعات بمنطقة الوراق وكنا نحصل عليها بدون أي مشاكل ولكنها أصبحت قليلة جداً وغير متاحة وهذا يؤكد أن هناك أياد خفية مازالت تعبث بالسلع المدعمة مثلما كان يحدث في العهد السابق بافتعال الازمات إلي أن تتفاقم وتطفو علي السطح ثم تصبح ظاهرة يظل يعاني منها المواطنون في جميع المحافظات طوال فصل الشتاء. أما مصطفي عبدالكريم "سائق" ومختار سامي "موظف" فقد أكدا أن كل الشواهد تؤكد أن أزمة أنابيب البوتاجاز مفتعلة خاصة أن معظم المناطق بالقاهرة الكبري قد دخلها الغاز الطبيعي ولم يبع سوي مناطق قليلة لم يدخلها الغاز فلماذا يعاني سكان القاهرة من أزمة الانابيب في ظل بقاء نفس عدد المستودعات التي تعمل بكامل طاقتها. أضاف: نحن نخشي أن تكون هذه سياسة دولة تريد أن تنخرط في أزمة سلعة أساسية لا يمكن الاستغناء عنها حتي ننشغل عن القضايا السياسية الكبري التي تهم أكبر قطاع من المجتمع مثل الانتخابات البرلمانية واعتصامات ميدان التحرير ومجلس الوزراء والمطالبة بحق شهداء الثورة. ويشير حسن الشريف "بالمعاش" ومحمد فوزي "فني تركيبات" إلي أنه رغم انتظارنا لعدة ساعات أمام أحد المستودعات بشبرا حتي جاءت السيارة المحملة بالانابيب الممتلئة وقد فوجئنا بتحميل أكثر من 50 عربة كارو بالانابيب فور نزولها من سيارة الشركة وعندما اعترض جميع الواقفين بالطابور قال لنا صاحب المستودع بصوت مرتفع "من يريد أن يحصل علي أنبوبة بسرعة عليه أن يدفع 15 جنيها وكلنا رفضنا". أضاف: نحن نطالب الأمن أن يضعوا هذه المشكلة في مجمل اهتماماتهم ويحضر بعض الجنود ليقوموا بتنظيم عملية توزيع أنابيب البوتاجاز لأن هذا لو حدث سوف نقضي علي الأزمة تماماً في القاهرة وجميع المحافظات. أما عم عبدالظاهر عبدالعزيز "صاحب سيارة نصف نقل" فيأتي يومياً من قرية الكوم الأحمر بمركز أوسيم محافظة الجيزة محملاً سيارته بالانابيب الفارغة بعد صلاة الفجر مباشرة ومعه العديد من رجال ونساء القرية من أجل تغيير اسطوانات الغاز الخاصة بهم ورغم وصولهم أمام المستودع في السابعة صباحاً بالوايلي الا أنهم يظلون أمام المستودع حتي الرابعة عصراً. تؤكد أسماء عاطف وأم أحمد ناصر "من ربات البيوت" بقرية الكوم الأحمر أنه رغم المشوار المرهق لنا كثيراً نظراً لطول المسافة ولكن ليس أمامها خيار آخر من أجل ان نحصل علي أنبوبة البوتاجاز ب 5 جنيهات خاصة أن قريتنا صغيرة ولم يدخلها الغاز الطبيعي رغم دخوله في معظم المناطق المجاورة. أضافتا نحن نريد من يرحمنا من جشع أصحاب المستودعات فمنذ عدة سنوات كانت اسطوانة الغاز تستمر طوال الشهر وتكفي لطهي 50 كيلو دقيق خبز أما الآن فهي لا تكفي لعمل أكثر من 20 كيلو وأصبحت جميع الأسر تقوم بتغييرها كل أسبوعين بسبب سرقة نصف الغاز منها ومع ذلك فاننا لم نعد نجدها الا باسعار لا نقدا عليها. يؤكد أحمد محمد علي "فني بشركة" وياسر إبراهيم "موظف": لقد علمنا ان السيارة التي تأتي محملة بانابيب الغاز من الشركة لا تأتي للمستودع مباشرة بل تقوم بتفريغ حمولتها علي العربات الكارو الترسيكل الخاص بصاحب المستودع لبيعها بالاسعار التي اشعلت الازمة مما يجعلنا ننتظر امام المستودع لعدة ساعات حتي نشعر بالزهق ونعود بالانبوبة فارغة وهذا ما يريده أصحاب المستودعات. أما أصحاب المستودعات فقد اتبعوا سياسة "لا أري.. لا أسمع.. لا اتكلم" ورفضوا الكلام تماما مؤكدين انهم ليسوا السبب في هذه الأزمة!!