تعتقد أي أنواع الأفلام يناسب موضوع الانتخابات التي نعيشها بهذا الزخم الكبير هذه الأيام؟؟ لا يوجد حدث أكثر درامية من سباق الانتخابات حدث يلتقي في إطاره الجموح العاطفي. مع التطرف الايدلوجي. مع العصبيات العائلية. مع فلول نظام متداعي ولم يسقط بعد مع طبائع بشرية متباينة فضلا عن الدسائس والحيل المختلفة لتحقيق الفوز .. ناهيك عن الطموح السياسي والأمل في تحقيق حلم بدأ مستحيلاً. السينما الأمريكية أنتجت قائمة من الأفلام عن الحملات السياسية وعن الانتخابات كحدث درامي بامتياز. ومن بينها أعمال اشتهرت كثيراً وأعيد إنتاجها أكثر من مرة مثل فيلم "مرشح مانشوريا" "1969". وأعيد بنفس الاسم عام .2004 وأيضاً فيلم "ديف" Dave "1993" وفليم الممثل جورج كلوني هذه السنة 2011 بعنوان "the ides harch" وايضاً أفلام بعنوان "رأس الدولة" "2003" و"رجل العام" 2006 وفيلم بعنوان "Elcchion" "1999" و"رجال الملك" "2006" وفيلم "بوب روبرتس" "1992" الخ القائمة التي تطول. ومعظمها أفلام ناجحة تجارياً. معظم هذه الأعمال تعيد انتاج أحداث واقعية. أو تستوحي هذه الأحداث بقدر من التصرف والخيال الروائي الشيق والتناول الفني المناسب لوسيط الفيلم وعشاقه. وقد عرفت السينما المصرية تجارب درامية مهمة وجادة مثل فيلم "يوميات نائب في الأرياف" "1969" للمخرج توفيق صالح أطال الله في عمره. ومن خلاله يستحضر أجواء الثلاثينيات من القرن الماضي في احدي القري. وبعلاج أشكال الفساد السياسي لرجال الأمن "المأمور والعساكر" والقضاء "وكيل النيابة" وقتئذ! وكذلك يرسم أشكال التزوير وطريقة التعامل مع صناديق الانتخاب وتزوير إرادة جماهير لم تكن قادرة علي انتزاع ارادتها. الفيلم عن قصة لتوفيق الحكيم وحوار كتبه المؤلف المسرحي المبدع الفريد فرج والفيلم يعتبره النقاد ضمن أفضل مائة فيلم في تاريخ السينما المصرية .. فياريت يعرضه التليفزيون هذه الأيام .. لنكتشف الفارق بين ما جري وما يجري بعد ثورة 25يناير .. لقد سادت واستمرت عمليات التزوير طوال التاريخ. والمصريون يتذكرون جيداً الفجاجة والفجور السياسي في أسلوب تزوير الانتخابات وآخرها عام .2010 وقدمت السينما المصرية أيضاً فيلم "الجردل والكنكة" بطولة عادل إمام وشيرين الذي عالج بأسلوب هزلي وساخر حجم "المسخرة" التي حكمت مظاهر هذه العملية. وحجم النفاق والرياء الذي يغلب علي هذا الحدث "انتخابات مجلس الشعب". انتخابات هذه الدورة 2011 تحتمل فيلماً من نوعية الكوميديا السوداء Biack comsdy حيث المفارقات والمفاجآت وألبوم الشخصيات التي قفزت تحت الأضواء بعد عتمة أو تعتيم سياسي والأصوات التي كانت محظورة فانطلقت صارخة عبر المنابر تستعد "للحكم". الحدث أيضاً "انتخابات 2011" يحتل دراما ملحمية. حيث طوابير الشعب بشرائحه المتباينة. شكلاً وموضوعاً. حيث السباق غير المسبوق إلي "صندوق" اختلف شكله في عيون الناخبين وارتدي ثوباً جديدا رغم أنه لن يتغير. نحن أمام مادة موضوعية درامية فريدة في تاريخ مصر إنه الميلاد الأول لأول "فصل" في حكاية الديمقراطية!!