نري الآن عشرات من وكلاء اللاعبين الذين يقدمون اللاعبين للأندية مقابل سمسرة كبيرة جدا. وتعود بي الذاكرة إلي رجال كبار كرام خدموا أنديتهم دون مقابل فقدموا لها لاعبين عظاماً مثل عبده البقال الذي كان وراء توقيع نجوم كبار للنادي الأهلي منهم رفعت الفناجيلي الذي جاء به من السويس عندما لمع في المدينة الباسلة التي كانت قد استقدمته من دمياط بلده ومنهم أيضا طه اسماعيل وميمي الشربيني من المصري القاهري وهنا تحضرني قصة الصراع بين الناديين الأهلي والزمالك اللذين كانا يتنافسان علي اللاعبين واستطاع الزمالك الذي كانت تربطه علاقة قوية بالمصري القاهري أن يحصل علي موافقة النادي واللاعبين علي اللعب لنادي الزمالك. لكن البقال استطاع أن يقنع اللاعبين باللعب للأهلي وبالفعل ذهب حلمي سكرتير عام نادي الزمالك في ذلك الوقت واللواء محمود حافظ زقلط وانتظرا اللاعبين علي مقهي مواجه لمنزل الشربيني. وبعد ربع ساعة جاء لهما عبده البقال وسلم عليهما وقال لهما انتم منتظران من قالوا لأ مافيش حاجة قال لهما إن كنتما في انتظار الشربيني وطه فقد ذهبا ليلعبا للنادي الأهلي فأصيبا بالاستغراب. وكان الشربيني وطه قد لبسا كل منهما ملاية لف وبرقع كما نصحهما عبده البقال ونزلا أمام زقلط وحلمي وذهبا إلي النادي الأهلي ليلمعا هناك كلاعبين مهمين. وهكذا نري أن البقال كان يخدم ناديه دون أن يتقاضي شيئا وكان ينظم له مباريات باسم وزارة الصحة التي كان يعمل بها إلي شتي الوطن العربي. فقارن بين سماسرة اليوم وعمالقة الأمس ولنا عودة إذا أذن الله.