دائماً ما أجد نفسي مشدوداً للماضي ورموزه من الرياضة والرياضيين لكونهم أفضل منا حالاً من حيث الأصالة والوفاء والحب الذي نفتقد ملامحه حالياً فلقد قابلت الأستاذ أشرف عبدالمنعم البقال القادم في إجازة من انجلترا التي هاجر إليها منذ أكثر من 35 عاماً ليطمئن علي ست الحبايب السيدة عفاف منيب أطال الله عمرها وشقيقه عصام وهما نجلا الكابتن عبده البقال أشهر مدير كرة في مصر والنادي الأهلي وأول من أنشأ دوري الوزارات وعبده البقال لمن لا يعرفه صاحب 90% من صفقات النادي الأهلي في الستينيات والسبعينيات ولم يمنعه عمله كوكيل بوزارة الصحة بأن يكون كشافاً للاعبين بدون مقابل بل بحب وعشق حتي الموت لفانلة النادي الأهلي التي كانت سبباً في نفيه لخارج القاهرة بقرار من المشير عامر شخصياً لما له من صولات وجولات في جذب وخطف اللاعبين المميزين من الزمالك للأهلي فهو من ألبس الكابتن ميمي الشربيني ملابس امرأة ليخطفه من حسن حلمي رئيس الزمالك المنتظر أسفل عمارة الشربيني ويقوم بإخفائه مع الدكتور طه إسماعيل "الزملكاويان في هذا الوقت" في رأس البر لحين توقيعهما للأهلي وهو من أتي بالكابتن الفناجيلي ومختار مختار ومحمد عامر وبالخطيب وربيع ياسين فاكهة الكرة المصرية وثابت البطل رحمه الله وآخر صفقاته شوبير حارس مرمي مصر والأهلي وغيرهم الكثير من النجوم والمهم ان البقال ترك لأولاده كنزاً لا يفني وهو الستر ومحبة الناس والسيرة العطرة التي يفتخر بها أبناؤه حتي الآن ويجدونها أمامهم أينما ذهبوا بعد وفاته ب 32 عاماً عكس الوقت الذي نحياه فهناك أمثلة فجة موجودة بيننا لا تعرف عن إدارة الكرة شيئاً سوي التهليب وخلق السبوبات واختلاق الأكاذيب عن اللاعبين فهناك عامل بغرف الملابس تحول لمدير كرة وكانت مهنته شراء البطاطس والطماطم لحرم رئيس النادي واختلاق الحكايات علي اللاعبين بالباطل لرئيس النادي حتي صار أقوي من أي جهاز فني يأتي للنادي فهو باق بمنصبه مهما حدث وكانت من فلتاته وتهليباته والتي رأيتها بنفسي عندما رافقت فريقه لكوت ديفوار عمل فرق سعر بتذاكر السفر وصل إلي أكثر من 5 آلاف جنيه عن كل فرد بالبعثة التي كان عددها 38 فرداً وسافرنا وقتها عن طريق المرور بالسودان ثم الكاميرون ثم المبيت ليلة بنيروبي في كينيا ثم كوت ديفوار وهي رحلة استغرقت 32 ساعة والتي ضاعت فيها حقائب البعثة وتم شراء ملابس رياضية "سبوبة" أخري مما أثار دهشة السفير المصري د. شريف جلال وقتها.