أقر وزراء خارجية الدول العربية بالأغلبية حزمة من العقوبات الاقتصادية علي الحكومة السورية بعدما تجاهلت خطتهم بالسماح لمراقبين لدخول البلاد لحماية المدنيين. وذلك بعد الموافقة علي العقوبات من جانب 19 عضوا. قرر مجلس وزراء الخارجية العرب في اجتماعهم الاستثنائي بالقاهرة الليلة الماضية منع سفر كبار الشخصيات والمسئولين السوريين إلي الدول العربية علي أن تقوم اللجنة التنفيذية الفنية بتحديد أسماء هؤلاء الشخصيات والمسئولين. وقرر المجلس وقف التعامل مع البنك المركزي السوري ووقف التبادلات التجارية الحكومية مع الحكومة السورية باستثناء السلع الاستراتيجية التي تؤثر علي الشعب السوري وتجميد الأرصدة المالية للحكومة السورية. ووقف التعاملات المالية مع الحكومة السورية ومع البنك التجاري السوري. إضافة إلي وقف تمويل أي مبادلات تجارية حكومية من قبل البنوك المركزية العربية مع البنك المركزي السوري بجانب الطلب من البنوك المركزية العربية مراقبة الحوالات المصرفية والاعتمادات التجارية باستثناء المرسلة من العمالة السورية في الخارج إلي أسرهم داخل سوريا والحوالات من المواطنين العرب في سوريا مع تجميد أي مشاريع علي الاراضي السورية من قبل الدول العربية. وفيما يتعلق برحلات الطيران من وإلي سوريا اتفق المجلس علي أن تقوم اللجنة الفنية التنفيذية بتقديم تقرير خلال أسبوع من صدور القرار إلي اللجنة الوزارية العربية المعنية بتطورات الأوضاع في سوريا لتحديد موعد وقف رحلات الطيران. وكلف المجلس الهيئة العربية للطيران المدني وصندوق النقد العربي بمتابعة تنفيذ العقوبات مع تشكيل لجنة عربية لوضع قائمة بالسلع الاستراتيجية المحددة ومراعاة مصالح الدول العربية المجاورة عند تطبيق هذه العقوبات. تضم اللجنة مصر والأردن وقطر رئيسا والمغرب وسلطنة عمان والسودان للنظر في الاستثناءات المتعلقة بالأمور الإنسانية. التي تؤثر بشكل مباشر علي حياة الشعب السوري وكذلك المتعلقة بالدول المجاورة لسوريا. كما تقوم أيضا بوضع قائمة بالسلع الاستراتيجية وفقا لمعايير محددة وتقديم تقارير دورية إلي مجلس الجامعة العربية عبر اللجنة الوزارية العربية المعنية بالوضع في سوريا مع إبقاء المجلس في حالة انعقاد. أعرب رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني عن أمله في أن توقع سوريا علي بروتوكول بعثة مراقبي الجامعة العربية الي دمشق في أقرب وقت ممكن . قال في مؤتمر صحفي مشترك عقده الليلة الماضية مع الامين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي " اننا مازلنا حريصين علي حل الازمة عربيا .. وما دون ذلك فإن التدخل الاجنبي وارد.. وهذا أمر حزين ومؤسف" . وردا علي سؤال حول ما يمكن عمله في النظام السوري في سياسته الحالية...قال الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني "إلي الآن نحن نحاول معالجة الموضوع عربيا ولكن السؤال هو هل سننجح أم لا ؟" وأضاف إن المؤشرات غير إيجابية وسنستمر عربيا في مناقشة السبل الكفيلة بوقف العنف والقتل والعقوبات لاتزال اقتصادية ولكن إذا لم يكن هناك تحرك سوري فإننا كبشر علينا جميعا مسئولية تجاه وقف القتل محذرا من أن الوقت ليس في صالحنا. من جانبه قال الدكتور نبيل العربي الأمين العام لجامعة الدول العربية إن إقرار هذه العقوبات علي سوريا هو للضغط علي النظام السوري.وأضاف أنه ستتم مراعاة التداعيات السلبية للعقوبات علي الشعب السوري والدول العربية المجاورة وهناك لجنة تنفيذية ستدرس كل هذه الأمور. وتابع أنه إذا وقعت سوريا علي بروتوكول بعثة مراقبي الجامعة سيعرض الأمر علي مجلس الجامعة للنظر فيه وفي هذه الحالة لابد من وقف العنف وحقن الدماء وإطلاق سراح المعتقلين وسحب المظاهر المسلحة من الشوارع. ميدانيا. أعلنت لجان التنسيق السورية ارتفاع حصيلة الشهداء برصاص قوات الأمن في مختلف المدن إلي 31 شهيدا بينهم طفلان. وقامت قوات الأسد مدينة "رنكوس" بريف دمشق, مما أسفر عن مقتل طفل وإصابة آخرين, فيما انتشر القناصة علي المرتفعات المحيطة بالبلدة, كما لقي طفل مصرعه في منطقة "التل" بريف دمشق. اقتحمت قوات الأمن مستخدمة الدبابات والمدرعات منطقتي الخالدية والبياضة في حمص وقامت بحملة اعتقالات طالت العشرات, فيما قصفت مدرعات الجيش مدينة "تلبيسة" بمحافظة حمص الواقعة وسط البلاد, مما أدي إلي سقوط عدد من الجرحي.