أكد المشير حسين طنطاوي- رئيس المجلس الأعلي للقوات المسلحة في المؤتمر الصحفي الذي عقد بمقر المنطقة المركزية عقب لقائه بقادة وضباط المنطقة المركزية- أن الانتخابات البرلمانية ستجري في موعدها المحدد اعتباراً من اليوم وأن تأمينها مسئولية وزارة الداخلية وبمشاركة كاملة من القوات المسلحة من أجل أن تخرج هذه الانتخابات في أفضل صورة ومعبرة عن إرادة الشعب المصري. ناشد طنطاوي جموع المواطنين وشعب مصر العظيم بكل طوائفه وفئاته النزول اليوم للادلاء بأصواتهم حتي نصل إلي انتخاب برلمان متواز تمثل فيه كل الاتجاهات والتيارات السياسية مشيراً إلي أن الانتخابات البرلمانية لن تنجح الا بمشاركة جميع فئات الشعب. أضاف أن الانتخابات ستكون مؤمنة بشكل كامل حتي يطمئن المواطنون. أوضح طنطاوي أن مصر في مفترق الطرق أمامها خياران الأول أن تنجح في الخروج من الوضع الراهن سواء الأمني أو الاجتماعي أو الاقتصادي واما ان تكون العواقب خطيرة ولن نسمح بحدوث هذا أبداً وتحت أي ظرف سواء بالقوات المسلحة فقط ولكن بشرفاء هذا الشعب. أشار إلي أن الانتخابات البرلمانية ملك لهذا الشعب وهو الذي سيتسلم مصر ولن نسمح بتسليم السلطة الا للمؤمنين بمصر وبتراب هذا الوطن حتي تكون مصر أمانة في أعناقهم. ورداً علي سؤال حول احتمالات تشكيل مجلس استشاري قال المشير طنطاوي اننا نعمل ونتخذ أي قرار من أجل صالح مصر وما تمليه علينا ضمائرنا ونحن نستعد لتشكيل حكومة إنقاذ وطني لفترة بسيطة تنقلنا من هذه المرحلة الخطيرة. أضاف: لقد التقيت مع الدكتور محمد البرادعي وعمرو موسي بناء علي طلبهما وليس لدي مانع لدراسة وبحث جميع القضايا والموضوعات حول المرحلة القادمة ولذلك التقيت مع مجموعة كبيرة من القوي السياسية والوطنية. قال: لقد تولينا السلطة بعد الثورة وكانت هناك تجمعات واعتصامات وكنا أمام خيارين اما ان نفضها بالقوة والعنف واما أن نحافظ علي أمن وسلامة المواطنين دون سقوط ضحايا ولكننا انحزنا للخيار الثاني وان نتحمل ولا نطلق النار علي أي مواطن مصري وتعاملنا بمباديء وتقاليد مصر والمؤسسة العسكرية الوطنية وشعبها الأصيل وقررنا عند المواجهة عدم استخدام القوي بأي شكل. أضاف طنطاوي ان مصر تتعرض لنوايا خبيثة من الخارج وهناك من يسعي إلي تدمير مصر لأنهم لا يريدون لها أن تعود قوية مرة أخري فمصر عريقة عبر الزمان مشيراً إلي أن القوات المسلحة وشعب مصر لن يسمحا بذلك. والقوات المسلحة صامدة مع هذا الشعب أمام هذه المحاولات التي تستهدف اسقاط مصر التي تحيطها العدائيات من كل جانب ولكن لن تسقط مصر أبداً. أضاف أنه من البديهي أن تكون هناك قوي خارجية تسعي لاسقاط وتدمير والنيل من مصر بمساعدة أياد في الداخل وهم فئة قليلة لن تنجح في تحقيق أهدافها لأن مصر بقواتها المسلحة وشعبها هي أكبر وأقوي من كل هذه المحاولات. ورداً علي سؤال حول احتمالية تأثر الكفاءة القتالية للقوات المسلحة بسبب ما تمر به البلاد والمهام التي تقوم بها أكد المشير أن الكفاءة القتالية والاستعداد القتالي للقوات المسلحة في أعلي درجاتها ووصلت إلي ذروة النجاح وهي الحمد لله بدرجة 100% لان القوات المسلحة تعي جيداً أن الكفاءة القتالية هي الأساس للقوات المسلحة وجميع التشكيلات ووحدات القوات المسلحة تنفذ جميع التزاماتها التدريبية بأعلي درجات الكفاءة وطبقا لما هو مخطط. وحول سؤال عن وضع القوات المسلحة في الدستور الجديد أكد طنطاوي أن وضع الجيش في الدستور الجديد لن يتغير ولن يختلف عن الدساتير السابقة وسيظل كما هو. وحول أهمية الكشف عن العناصر الداخلية التي تسعي إلي الفوضي والعنف أكد طنطاوي أنه سيتم كشف هذه التفاصيل بكل وضوح بعد ذلك لأن التوقيت غير مناسب الآن. أضاف: اننا نعمل من أجل مصر وسنقوم بتسليم البلاد إلي سلطة منتخبة كما أعلناها في خارطة الطريق منذ أن تولينا مسئولية إدارة البلاد. الأمن القومي كان المشير حسين طنطاوي قد التقي بقادة وضباط المنطقة المركزية العسكرية وأكد خلال لقائه أن الدفاع عن الوطن وحماية أمنه القومي مهمة مقدسة لا تهاون فيها. وأن القوات المسلحة تضع المصلحة العليا للبلاد فوق كل اعتبار وأنها ليست بديلا عن الشرعية. تحمي الشعب وتقف علي مسافة واحدة من الجميع دون تصنيف أو انتقاء ولا تنحاز لطرف علي حساب أطراف أخري. واشاد بالدور الذي يقوم به رجال القوات المسلحة وأدائهم لمهامهم الوطنية في تأمين الجبهة الداخلية وحماية المنشآت والمرافق الحيوية بالدولة. وطالبهم بأن يكونوا قدوة لجميع أفراد المجتمع في الانضباط والتفاني في أداء مهامهم خلال تأمين الانتخابات البرلمانية القادمة التي ستبدأ صباحا. وما تتطلبه من يقظة كاملة والتزام بأقصي درجات ضبط النفس حفاظا علي أمن الوطن واستقراره. قال المشير طنطاوي ان القوات المسلحة لديها عقيدة راسخة بأنها جزء أصيل من هذا الشعب العظيم الذي ثار طالبا الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية في ثورة 25 يناير التي قدمت نموذجا فريدا يحتذي به في العالم. وأن الشعب المصري يقدر لرجال القوات المسلحة دورهم وأداءهم لمهامهم الوطنية.. مؤكداً أن القوات المسلحة ستظل تعمل من أجل مصر برغم محاولات التجريح والتشويه التي تستهدف النيل من رصيد الثقة الكبير بين الشعب وقواته المسلحة وإعاقة الاستقرار وبناء الدولة المصرية. أكد أن المجلس الأعلي للقوات المسلحة حرص منذ توليه المسئولية في هذه المرحلة الدقيقة علي اتخاذ العديد من التدابير والاجراءات الاصلاحية لاقامة حياة ديمقراطية سليمة واجراء الانتخابات التشريعية وصياغة الدستور الجديد وانتخاب رئيس الجمهورية. ولم يتباطيء في تنفيذ هذه الاجراءات لنقل السلطة في التوقيتات التي أعلنها بكل دقة لسرعة بناء الدولة الديمقراطية الحرة التي يتطلع اليها ابناء الشعب المصري. أشار المشير طنطاوي إلي أن الظروف السياسية والاقتصادية الراهنة التي تمر بها مصر تفرض علي الجميع التواجد والدفاع عن استقرار الوطن علي نحو يحقق المطالب المشروعة لابنائه مؤكداً أنه لا تهاون في اتخاذ كافة الاجراءات القانونية تجاه أية تجاوزات وقعت خلال الأحداث الأخيرة التي أسفرت عن وقوع شهداء ومصابين من أبناء الوطن. حاور المشير طنطاوي عدداً من القادة والضباط واستمع لآرائهم واستفساراتهم عن الأوضاع الداخلية والخارجية وتداعياتها علي أمن واستقرار مصر. وأكد أن المجلس الأعلي للقوات المسلحة لم ينفرد باتخاذ قرار سياسي إلا باستطلاع آراء القوي السياسية والوطنية وائتلافات شباب الثورة المختلفة. لاتخاذ القرار الأقرب إلي التوافق.. مؤكداً أن ولاءنا الوحيد في القوات المسلحة لشعب مصر وأرض مصر. كما اشاد بما لسمه من الفهم الواعي والادراك الصحيح للقادة والضباط لكل ما يدور من أحداث ومتغيرات وتأثيرها علي أمن مصر القومي وروح الانتماء العالية لدي الضباط وتماسكهم وحبهم للوطن وقواته المسلحة وأنهم عاقدون العزم علي تنفيذ المهام الموكلة اليهم بكل عزيمة واصرار وبروح المقاتل من أجل الحفاظ علي أمن مصر واستقرارها ونجاح أول انتخابات برلمانية حرة ونزيهة كأولي خطوات الديمقراطية. وطالبهم بالحفاظ علي روحهم المعنوية العالية وعدم التأثر بأي أحداث أو تصريحات أو أقاويل تسعي للنيل من دورهم الوطني للحفاظ علي أمن الوطن واستقراره. حضر اللقاء الفريق سامي عنان رئيس أركان حرب القوات المسلحة وقادة الأفرع الرئيسية وعدد من كبار قادة القوات المسلحة.