يأمل الكثيرون ان تكون مليونية اليوم هي مليونية الجمعة الأخيرة اليتيمة للمظاهرات في الميادين ليس بغرض دفع عجلة الإنتاج كما يحلو للبعض ان يقول ولكن لتسريع المرحلة الانتقالية والاتجاه إلي إجراء انتخابات برلمانية نأمل ان تكون علي قدر التضحيات التي قدمتها ثورة يناير نعم هناك من يقول إنه لولا المظاهرات المليونية ما كانت قد تحقق شيء من مطالب الثورة خاصة ان الكل أصبح علي دراية واسعة بلعبة الضغوط.. القوي السياسية المختلفة تمرست عليها ومجلس الوزراء والمجلس العسكري أصبح يتقبل مثل هذه الضغوط وإذا كان البعض يؤكد ان الغرض من مليونية هذه الجمعة هو رفضهم لوثيقة الدكتور علي السلمي فإن السلمي قد تراجع عن بعض بنود تلك الوثيقة وأعلن ذلك يوم الأربعاء في محاولة منه أو ممن يقفون وراء هذه الوثيقة في تهدئة القوي السياسية الغاضبة التي تري ان هناك تلكئاً واضحاً في الاستجابة لمطالب هذا الشعب. ابتداء من تطهير مؤسسات الدولة من أعوان نظام مبارك حتي تسريع إجراءات محاكمة الفسدة وعلي رأسهم كبار صبيان نظام مبارك. هذه الجمعة كما هو متوقع لها لن تكون جمعة التيار الإسلامي وحده رغم رفض مشاركة بعض التيارات السياسية المشاركة فيها. حيث أعلن مجموعة من الشخصيات اليسارية والليبرالية مشاركتهم بصفة شخصية لا حزبية في هذه المليونية وبدوافع مختلفة منها الضغط لإلغاء المحاكمات العسكرية للمدنيين وإعداد جدول زمني لتسليم السلطة بينما يري آخرون ان هذه الجمعة ستكون بمثابة مزايدة سياسية وجزء من حملات الدعاية الانتخابية سواء للأحزاب أو الأفراد المرشحين لانتخابات مجلس الشعب. في كل الأحوال نتمني ان تسير الأمور علي خير ما يرام وان يقتنع الكل ان الانتخابات علي مقربة عشرة أيام وألا نضيع المزيد من الوقت في مجادلات عقيمة ومناظرات مجهدة واستقطابات حادة. ومن يرد تسريع تسليم السلطة وإقامة حياة ديمقراطية سليمة فعليه ان يركز في الانتخابات. عليه ان يوقف تقدم الفلول إلي البرلمان الجديد عليه ان يدعم العناصر الشابة والجادة والمخلصة القادرة علي خدمة هذا الوطن ويأمل الكثيرون أن تكون هذه الجمعة هي الجمعة اليتيمة لننصرف بعدها إلي مرحلة البناء الحقيقية.