الحج من أعظم فرائض الإسلام ولا جزاء له إلا الجنة كما أخبر الحبيب المصطفي صلي الله عليه وسلم في الحديث: "الحج المبرور جزاؤه الجنة". وكما قال أيضاً: "من حج ولم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه" أي صفحة بيضاء خالية من الذنوب والآثام. ولكن لكي يتحصل الحاج علي هذا الجزاء والأجر فلابد أن يكون حجه مبروراً مقبولاً نقياً من ارتكاب أية مخالفات شرعية أثناء هذه الرحلة المباركة والأهم من ذلك كله أن يكون خالصاً لله تعالي وعلي هدي رسوله الكريم مستوفياًللاركان والشروط . والذي يدعوني للتأكيد علي هذا الكلام أن البعض يذهب لأداء هذه الفريضة الغالية لكي يحصل علي لقب "حاج" وبئس النية والغاية لأنه ما أراد وجه الله الكريم وآخرته. وإنما ذهب باحثاً عن السمعة والشهرة وقد خاب وخسر. إن الذي يمن الله عليه بهذه الفريضة ويوفقه إليها لابد أن تكون غايته مرضاة الله سبحانه وتعالي والحصول علي أجره وثوابه دون أي هدف دنيوي. وأن يعود من حجه بقلب نظيف سليم خال من أدران المعاصي وأمراض القلوب من غل وحقد وكراهية وحسد ممتلئ بالحب والود والرحمة والتسامح. عازماً علي الالتزام بطاعة الله في العبادات والمعاملات وفي كل أموره قدر استطاعته طيلة ما بقي له من عمره. وبذلك يحيا مفيداً لدينه ومجتمعه نافعاً لغيره. ويلقي الله وهو عنه راض وهذه هي غاية المراد.