من منا لا يتمنى أن تُغفر ذنوبه وتُقال عثراته وتُمحى سيئاته وتُرفع درجاته ؟ ومن منا لا يرغب رغبة صادقة فى أن يقف بعرفات ويدعو ربه بقلب نقى تقى كله صدق وكله توبة وكله ندم وكله خضوع ومذلة لخالقه ، فيبكى بكاء حارا عسى الله أن يقبله ،عسى الله أن يستره ،عسى الله أن يرضيه، فيتوب عليه ويهديه ،"ويارب هل تغنى عن العبد حجة وفى العمر ما فيه من الهفوات؟" فيسكب هنالك دمعات التوبة والإنابة لتغسل كل الذنوب فتمحوها هناك فى عرفات حيث يباهى الله بعباده ملائكته . كل هذا يمكن إذا أخلص المسلم فى أداء فريضة الحج وأتم نسكها ولم يرفث ولم يفسق .وفى ذلك يقول النبى المصطفى والرسول المجتبى صلى الله عليه و سلم أو كما قال "من حج فلم يرفث ولم يفسق خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه". نعم يمكن أن يعود الحاج من حجته نقيا تقيا خاليا من كل شىء إلا من الله .عندها فقط يكون قد حج .وتبدأ الرحلة الحقيقية فى الحياة وتفتح صفحة جديدة ليدون فيها عهد جديد مع الله ومع النفس ومع الناس .حيث لا ظلم ولا عقوق بل هو العدل والبر. هى رحلة العودة إلى الله و إلى الحياة إذن ، نعم فحياة بالمعاصى والذنوب هى موت مؤكد للقلوب والأنفس ،وحياة ليس فيها الله تعالى هى بكل تأكيد موات و بوار و خراب ، ويأتى الحج فيعيد فينا الروح من جديد بعد أن قتلتنا الذنوب و أماتت بداخلنا العلاقة مع الله تعالى ، ويصحح لنا المسار ويكشف أمامنا الطريق ويضيئه.ذلك هو الحج المبرور الذى ليس له ثواب إلا الجنة كما أخبرنا رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم . حج مبرور ومقبول حجاج بيت الله وذنب مغفور وعود حميد إن شاء الله تعالى . هشام الجوهرى