لفت نظري أن د.أحمد الطيب شيخ الأزهر قد انتهج نهجاً جديداً منذ أن تولي قيادة الأزهر وأصبح يجوب القري والنجوع للمصالحة بين العائلات المتنازعة ونبذ الخلافات بينهم وإنهاء عمليات الثأر التي فاقت كل الحدود بعد ثورة 25 يناير. يبدو أن هذه المبادرة الطيبة كانت السمة الغالبة لدي د.الطيب قبل توليه منصب شيخ الأزهر حيث إنه من عائلة عريقة في صعيد مصر ومشهود لهم بعمل الخير خاصة إنهاء الصراعات والخلافات القائمة بين العائلات لوأد الفتنة. هذا العمل الطيب لابد أن يمتد ليشمل كافة المحافظات ولا يقتصر علي محافظة قنا فقط التي تربطه بها صلة قرابة ونسب. فقد وصلتني رسالتان الأولي من شخص يقطن بالقاهرة أكد لي أنه يوجد نزاع بين عائلته وعائلة أخري بإحدي مدن القاهرة وكان نتيجته وقوع إصابات ووفاة أحد الأشخاص بعد المشاجرة التي وقعت بينهما والتي لم يحدد الجاني فيها حتي الآن وتدخل أولاد الحلال للصلح بين العائلتين وتقريب وجهات النظر حيث إنهما تربطهما صلة الجوار وينتميان إلي جذور صعيدية لكن مازال الشقاق قائما بين العائلتين. طلب مني صاحب الرسالة توجيه نداء إلي د.أحمدالطيب شيخ الأزهر والداعية الإسلامي الكبير الشيخ محمد حسان للتدخل وإنهاء النزاع بين الطرفين حتي نحقن الدماء ونعيد الود والوئام بين الجيران. أعتقد أن الأمانة الصحفية تفرض عليّ أن أوجه هذا النداء الإنساني إلي د.الطيب والداعية محمد حسان عسي أن يستجيبا لرغبة هذا المواطن لإنهاء هذا النزاع والمشاركة في حقن الدماء وفي حالة الاستجابة لهذا الطلب عليهما الاتصال بنا عبر الجريدة حتي نستطيع أن نحدد موعداً للقاء وجمع أطراف النزاع علي مائدة الصلح عسي الله أن يجعل الخير علي أيديهما. أما الرسالة الثانية كانت من فتاة تدعي "رحمة" قالت فيها: نحن نقدِّر دور الصحافة حيث إنها منبر الغلابة وصوت الحق لكن يبدو أن المسافات الطويلة التي تربطنا بمدينة الأضواء هو العامل الوحيد الذي يحول بيننا وبين الصحافة لأننا نقطن في أقصي بلاد الصعيد ولذا قررت أن أبعث بهذه الرسالة عسي أن يكون لها صدي لدي العلماء. المأساة التي نعاني منها أن عمليات الثأر في الصعيد زادت عن الحد وأصبح الصغير لا يحترم الكبير وانهارت القيم والأخلاق عند الكثير من الأجيال الحالية واختفي دور العمدة وكبار العائلات الذين كانوا يستطيعون السيطرة علي الشباب المتهور ومن هنا انتشرت عمليات القتل والثأر وكأننا نعيش في ظلام العصور السابقة رغم أننا اعتقدنا أن الإعلام استطاع القضاء علي العصبية وأصبح الشباب أكثر وعياً من السابقين لكن يجب أن يكون للأزهر دور في نبذ الخلافات وكذلك وزارة الأوقاف لم تفطن لهذا المرض أو تحاول علاجه وأن معظم الخطباء من أبناء العائلات المتنازعة ومع ذلك يشجعون علي عمليات الثأر فهل من مجيب؟ وما هو دور كبار العلماء خاصة الشيخ محمد حسان!