تمكنت أسرة أمين الشرطة محمد الجارحي المتهم بقتل المراكبي محمد رمضان هلالي والمتسبب في أحداث الفوضي بأسوان من مغادرة المنطقة السكنية بخور غواصة بمدينة اسوان تحسباً للتعرض للانتقام من المواطنين النوبيين الثائرين. أعلن شقيق القتيل نجم الدين بأنهم سوف يتركون الأمر للقضاء ليقول كلمته وشدد علي ألا يقوم الأهالي بقطع الطريق والتخريب وعليهم الحفاظ علي ممتلكات الدولة وحفاظاً علي أرواح رجال الشرطة وذلك بعد استلام أسرة القتيل للجثة من مستشفي أسوان التعليمي ودفنها بقريته غرب أسوان أول أمس. كما قررت عائلة القتيل قبول العزاء علي المدافن فقط وعدم نصب سرادق لتلقي العزاء سواء للرجال أو النساء. أكد عادل أبوبكر رئيس الاتحاد النوبي العام بأسوان أن النوبيين يستنكرون أحداث الشغب والتخريب التي قام بها أشخاص مندسون ليس لهم صلة بأبناء النوبة أو أسوان من القبائل الأخري. وأن هذه الأحداث لم تشهدها محافظة أسوان سواء في أحداث الثورة أم قبلها والتي تعرضت فيها الشوارع والمنشآت الخاصة بالشرطة للتعدي والحريق وتحطيم إشارات المرور والنوادي الخاصة بالشرطة. وأبدت القيادات والاتحاد النوبي استيائهم من تعرض جنازة المراكبي لهجوم من رجال الشرطة بالقنابل المسيلة للدموع لتفرقة المتظاهرين. قامت القيادات النوبية بالاجتماع مع اللواء حسن محمد حسن مدير أمن أسوان للتحدث معه لتقريب وجهات النظر حيث عبر الأهالي عن استيائهم الشديد للشرطة بأسوان معبرين أنهم كل عامين يتم التضحية بأحد أبناء النوبة كما تم منذ عامين من مقتل الشهيد محمد الشهير بكرة الذي قتل أمام أعين أسرته وأبلغوا مدير الأمن ان هذا الاحتقان سيولد أعمالاً لا تحمد عقباها. وأوضحوا أن بعضاً من رجال الشرطة قام بالقبض علي بعض النوبيين المارين بشارع كورنيش النيل واعتدوا عليهم بالضرب والسب والقذف بإطفاء السجائر بظهر أحد المقبوض عليهم كما لو كانت الثورة لم تصل لمحافظة أسوان. من ناحية أخري تشهد شوارع أسوان حالة من الترقب الحذر والكثافة الأمنية والحصار الأمني حول مديرية أمن أسوان تحسباً لوقوع أي اعتداءات علي رجال الشرطة والمنشآت بأسوان كما شوهدت الشوارع تكاد تكون خالية من المارة لعدم توافر وسائل المواصلات بالشوارع الرئيسية بالمحافظة. وأكد اللواء حسن محمد حسن مدير أمن أسوان أن الشرطة لم تلق القنابل المسيلة للدموع علي الجنازة ولكن كانت هناك قنابل تلقي أمام مبني نادي ضباط الشرطة لتفريق المتظاهرين وظن البعض أن هذا الهجوم علي الجنازة. وتقرر تشكيل لجنة لتقييم الخسائر الناتجة عن أعمال الشغب والتخريب للمنشآت والنوادي الشرطية بأسوان وإحالة القضية إلي الجنايات لتحديد المسئولية علي من تعدي علي المنشآت الحكومية والعامة.. في سياق متصل بدأت نيابة بندر أسوان أمس تحت إشراف المستشار بهاء الوكيل المحامي العام لنيابات أسوان في إجراء معاينة للخسائر والتلفيات التي حدثت في ناديي الشرطة بأسوان والتي قام عدد من شباب النوبة بإضرام النيران وإحداث تلفيات كبيرة فيها ليلة أول أمس اثر وفاة المراكبي النوبي من قرية غرب أسوان متأثراً بجراحه التي أصيب بها بسبب إطلاق شرطي النار عليه ثاني أيام العيد. أكد اللواء حسن محمد حسن مدير أمن أسوان أن اللواء منصور العيسوي وزير الداخلية كان يتابع الأحداث أولاً بأول في أسوان وطلب إعداد ملف كامل حول أحداث التصعيد التي قام بها أبناء النوبة وإرفاقها بالتحقيقات التي تجريها النيابة حالياً باعتبارها الفيصل الوحيد في هذه القضية خاصة أن الشرطة كانت هي المجني عليها في هذه الأحداث. أكد عدد من أهالي النوبة أن أحداث العنف التي اندلعت بأسوان مؤخراً كان سببها وجود حالة من الاحتقان الشديد لدي الأهالي بسبب مقتل اثنين من النوبيين علي يد رجال الشرطة من قبل حيث قتل شاب نوبي في قرية دابود بمركز نصر النوبة علي يد ضابط شرطة أثناء مباراة لكرة القدم وحصل الضابط بعدها علي براءة منذ بضع سنوات. كما قتل ضابط شرطة تاجراً للطيور منذ ثلاث سنوات داخل منزله ووسط أهله وحصل علي براءة بعد عام كامل من التحقيقات والجلسات في أروقة النيابات والمحاكم. وأكد أن حادثة مقتل المراكبي أعادت إلي الأذهان هاتين الحادثتين ويخشون أن يحصل الشرطي علي براءة أيضاً. أثارت تصرفات شباب النوبة استياء وغضب العديد من أهالي أسوان بسبب اتلافهم للمال العام أكثر من مرة حيث قام بعض الشباب منذ شهرين بإشعال النيران في واجهة مبني محافظة أسوان واستولوا علي مبني المحافظة لمدة أسبوع كامل ومنعوا الموظفين من ممارسة أعمالهم طوال هذه المدة إلي أن استجاب لهم الدكتور عصام شرف وأصدر مجموعة من القرارات بشأن حق النوبيين في العودة إلي الإقامة علي بحيرة ناصر.