الحصار من جميع الأركان عنوان كبير للاحداث المأساوية بين قبائل الهوارة والعرب بقريتي أولاد يحيي الحاجر موطن قبائل الهوارة وأولاد خليفة موطن قبائل العرب بمركز دار السلام بمحافظة سوهاج ووصل الأمر لحد فرض حصار كامل من شباب الهوارة علي سكان أولاد خليفة الذين يمثلون قبائل العرب ومنع شباب الهوارة صباح أمس سيارات الدقيق المحملة بالأجولة من الوصول للمخبزين المتواجدين بقرية أولاد خليفة كما تم منع رجال الأعمال من أولاد خليفة من الخروج من بلدتهم لمباشرة أعمالهم وشركاتهم في القاهرة والاسكندرية والاسماعيلية ومحافظات بحري. كما تم منع سيارات الاسعاف من دخول أولاد خليفة ومنع سيارات البوتاجاز من دخول القرية وتعيش قرية أولاد خليفة مأساة حقيقية ووصلت الأمور لحد منع بعض السيدات من اجراء جلسات الغسيل الكلوي في المستشفيات حسب المواعيد المحددة لهم ويعش الموظفون بقرية أولاد خليفة حالة من الرعب لأنهم لن يتمكنوا من الذهاب لاعمالهم. ومع تزايد وتيرة الأحداث التي نتج عنها حرق المحاصيل الزراعية لمزارعي أولاد خليفة من قبل شباب الهوارة الثائر الذي لم يأبه للوجود الأمني الكبير من قوات الجيش والشرطة المدنية وقاموا بقطع جميع الطرق المؤدية لأولاد خليفة إمعانا في اذلالهم وتضييق الخناق عليهم حتي أن المستشفي المركزي بدار السلام التي استقبلت المصابين من القريتين تم التعدي عليها وكسر زجاج الغرف واتلاف الأجهزة الطبية وتم اغلاق المستشفي تماماً ونتج عن منع وصول سيارات الدقيق المدعم لمخبزي القرية عودة أهالي أولاد خليفة مرة أخري لاستخدام "الكانون" لتجهيز احتياجاتهم من الأكل بسبب منع أهالي أولاد يحيي الحاجر دخول سيارات البوتاجاز لأهالي قرية أولاد خليفة ووجود أزمة خانقة لليوم الثالث علي نشوب الأحداث في أنابيب البوتاجاز. يقول محمد فاضل "رجل أعمال" عاد من القاهرة لقضاء أيام العيد مع أهله بأولاد خليفة وكان محدداً عودته عن طريق مطار سوهاج في رحلة الطائرة عصر الثلاثاء الماضي الا انه لم يتمكن من الخروج من أولاد خليفة للحاق بالطائرة رغم استغاثته بالجهات الأمنية والشرطة العسكرية التي باءت بالفشل. تقول تهاني زوجة محمد علي أحمد من أولاد خليفة انها مصابة بالفشل الكلوي وكان محدداً لها جلسة أمس للغسيل إلا انها فشلت في الخروج من القرية للحصار الشديد من شباب الهوارة الذي يمنع الدخول والخروج من أولاد خليفة.. ومعها جارتها المصابة بنفس المرض مما أدي إلي مضاعفة آلامهن ومأساتهن وتهديد أرواحهما بالموت في حالة عدم اجرائهما لجلسات الغسيل الكلوي. يقول محمد حافظ من الأهالي ان اغلاق مستشفي دار السلام المركزي أمام المرضي بالمركز وقراه يهدد بكارثة صحية نظرا لحالات المرضي الكثيرة خاصة مرضي الفشل الكلوي والأمراض المزمنة والحالات التي تتردد يوميا ويطالب الأجهزة الأمنية والشرطة بفتح المستشفي لاستقبال الحالات ولو باستخدام القوة بدلاً من تحويل الحالات البسيطة والمستعصية وحالات حوادث الطريق علي الطريق السريع التي تحدث بصفة يومية إلي مستشفيات مدينة سوهاج وتهديد الحالات بالموت في الطريق إلي مستشفيات العاصمة سوهاج. يقول إيهاب أحمد عابدين.. خريج جامعة- من أولاد خليفة ان غلق مخبزي القرية سابقة خطيرة من قبل شباب الهوارة لانه يوجد بالقرية آلاف المواطنين يعتمدون اعتماداً كلياً في الحصول علي الخبز من مخبزي القرية لعدم امتلاكهم أراضاً زراعية توفر لهم الدقيق والقمح. ويؤكد صابر أحمد علي "خريج جامعة" من أهالي أولاد خليفة أن منع وصول سيارات البوتاجاز للقرية من قبل شباب الهوارة أوجد أزمة خانقة في البوتاجاز وعاد الأهالي للبدائل القديمة مثل الفرن البلدي لتجهيز ما يحتاجون اليه من الأكل والطعام. ويتساءل هاني خليفة من أولاد خليفة والعاملين بالقطاعات الحكومية وطلاب المدارس والتلاميذ حول كيفية الانتقال لوظائفهم ومدارسهم في ظل الحصار الشديد علي قريتهم من شباب الهوارة ويطالب بتدخل فوري من الجهات الأمنية. وتقول الجهات الأمنية للشرطة المدنية بقيادة اللواء عبدالعزيز النحاس مساعد وزير الداخلية لأمن سوهاج ومساعديه من قيادات المديرية والعميد علاء عبدالشافي قائد قوات حماية سوهاج من الشرطة العسكرية بجهود أمنية كبيرة لاحتواء الموقف أولها: حظر التجوال بالقريتين ومنع شباب الهوارة من الوصول لأولاد خليفة وفتح الطرق إلي أولاد خليفة لامداد القرية بالدقيق والبوتاجاز وخروج الحالات المصابة بالقرية للمستشفيات لتلقي العلاج اللازم وثانيها: القبض علي أطراف الفتنة وتحويلهم للنيابة وثالثا جمع أطراف القبيلتين ومحاولة الوصول للمصالحة بينهما لحقن المزيد من الدماء وعودة الأمور لما كانت عليه قبل الأحداث الأخيرة. من جانبه قام اللواء وضاح الحمزاوي محافظ سوهاج يرافقة اللواء عبدالعزيز النحاس مدير الأمن بالاجتماع مع عدد من أعيان وكبار قبيلة الهوارة بأولاد يحيي الحاجر وعمد ومشايخ القري المجاورة لتهدئة الأوضاع وتم الاستعانة بكبار عائلات الهوارة بمركز دشنا بمحافظة قنا الذين تربطهم صلات النسب والمصاهرة بأهالي هوارة أولاد يحيي لاقناعهم بقبول المصالحات وانهاء الازمة.. كما التقي المحافظ ومدير الأمن بكبار عائلات العرب بأولاد خليفة وأهالي نجع حسين أطراف المشكلة لتقريب وجهات النظر بين القريتين وهناك بوادر انفراجة في الأزمة كما وعد أهالي القريتين القيادات بها.