تواصلت حملات التصعيد الإسرائيلية والغربية ضد إيران في اعقاب تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية الذي حذر مما اسماه الطابع العسكري للبرنامج النووي الإيراني دون ان يقدم اي دليل دامغ. فقد دعت الحكومة الإسرائيلية المجتمع الدولي الي إيقاف السباق الإيراني الي الأسلحة النووية التي تضع السلام العالمي والإقليمي في خطر حسبما أعلنت. وزعمت ان تقرير الوكالة الدولية للطاقة يؤكد موقف المجتمع الدولي وإسرائيل بأن ايران تطور أسلحة نووية. في الوقت نفسه...زعمت صحيفة النيويورك تايمز الامريكية أن محاولة إيران وحلفائها نفي صحة الأدلة الواردة في تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن برنامجها النووي وإثبات الطبيعة السلمية لهذا البرنامج باتت مهمة صعبة ومعقدة نظرا لكثافة المعلومات الواردة بالتقرير التي ترقي إلي حد الثروة حسب وصف الصحيفة. وقالت الصحيفة - إن رفض إيران لما تم الكشف عنه من أدلة تثبت انعدام الطابع السلمي لبرنامجها النووي وادعاءها بأن التقرير ملفق من قبل الولاياتالمتحدة جاء واهيا. وذلك مقارنة بموقف التحدي الذي كان يتخذه الدبلوماسيون الإيرانيون فيما قبل ضد مفتشي الأسلحة التابعين للأمم المتحدة فيما يتعلق بقدرتهم علي نشر أدلة تفيد بسعي طهران لامتلاك سلاح نووي. غير أن المفتشين الدوليين - بحسب الصحيفة - قد كشفوا في هذه المرة عن خفايا البرنامج النووي الإيراني. وتناول تقريرهم العديد من الوثائق متنوعة المصادر التي ترجح محاولة طهران لصناعة رؤوس نووية. وأضافت الصحيفة ¢ان حجم الأدلة الواردة بالتقرير الأحدث لن تصعب من مهمة طهران لنفي ما به من معلومات فقط. وإنما قد تغير أيضا من حسابات روسيا والصين بشأن البرنامج النووي لطهران بصفتهما متصدري جبهة الدفاع عنه ورد الادعاءات الأوروبية والأمريكية بشأنه لسنوات طويلة. واستبعدت ال"نيويورك تايمز" - في الوقت نفسه - أن يشمل هذا التغير موقفهما المعارض لأي هجوم يستهدف إصابة منشآت تخصيب اليورانيوم الإيرانية بالشلل¢. ونقلت ما صرح به أحد المحللين بمؤسسة كارنيجي للسلام الدولي بهذا الصدد من أن موسكو وبكين سيترددان حاليا في الجزم بالنوايا السلمية لطهران. لكنهما سيتمسكان بالحوار -لا الإكراه - بصفته السبيل الوحيد للتعامل مع هذا الملف الشائك. في الوقت نفسه شهد الكونجرس الأمريكي إجماعا علي أهمية فرض عقوبات إضافية علي طهران. خاصة علي البنك المركزي الإيراني. وحثت رئيسة لجنة الشئون الخارجية بمجلس النواب الأمريكي إليانا روس-ليتينين الإدارة الأمريكية علي فرض العقوبات التي مررها الكونجرس من قبل والتي أشارت إلي أن الإدارة الأمريكية لم تطبق هذه العقوبات بالشكل الكافي. ودعت الكونجرس إلي تمرير حزمة جديدة من العقوبات علي البنك المركزي الإيراني للحيلولة دون حصول إيران علي السلاح النووي. كما حذر جو ليبرمان رئيس لجنة الأمن القومي في مجلس الشيوخ من أن الوقت يداهم الولاياتالمتحدة فيما يتعلق بفرض هذه العقوبات. وأشاد بجهود الإدارة الأمريكية والمجتمع الدولي في مجال فرض عقوبات علي طهران واللجوء إلي حلول دبلوماسية. لكنه أشار إلي أن التقرير الجديد للوكالة الدولية للطاقة الذرية اثبت أن هذه العقوبات ليست كافية حتي الساعة. ودعا أيضا إلي فرض عقوبات إضافية مشددة علي البنك المركزي الإيراني. من جانبه. أكد هاورد بيرمان كبير الديمقراطيين في لجنة الشئون الخارجية في مجلس النواب الحاجة الماسة لتمرير عقوبات إضافية في الكونجرس وحاجة ماسة لأن تطبق الإدارة الأمريكية هذه العقوبات علي طهران. وإلا فإن خطورة امتلاك إيران لسلاح نووي ستزداد يوما بعد يوم علي حد زعمه. وقد نشرت صحيفة "ستاندارد" النمساوية نسخة كاملة من التقرير رغم سريته حتي الان وعدم جواز افشاء تفاصيله قبل مناقشته رسميا الاسبوع القادم في مجلس محافظي الوكالة. يذكر أن إيران كانت قد أعربت عن غضبها مرارا بسبب التسريب المتعمد لمحتوي تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية من قبل مصادر دبلوماسية غربية قبل مناقشته بشكل رسمي من جانب الدول الأعضاء في اجتماع مجلس محافظي الوكالة. كما أعربت مصادر دبلوماسية روسية في نفس الوقت عن انزعاجها من التسريبات التي يتعرض لها تقرير الوكالة السري.