تختلف طبيعة الدائرة الأولي بجنوبقنا عن الدائرة الثانية من حيث تركيبة سكانها والوضع القبلي بها والذي تستحوذ عليه عدة قبائل في مقدمتها الاشراف أصحاب الجلبة والغلبة في الفترة السابقة أي ما قبل انتخابات 2005 والعرب بكل طوائفهم وقبائلهم والحميدات وبما أن الواقع السياسي الذي فرضته الظروف في تلك الفترة انحاز للعرب والحميدات ضد الأشراف وكان ذلك بفعل فاعل وهاجس أمني أكثر منه سياسي ربما لخروج بعض نجوع وقري الأشراف الغربية والشرقية عن النص ومعاداة الحكومة السابقة في أحداث عديدة منها ما يعود الي التسعينيات ومنها ما يعود إلي ما بعد عام 2000 مما زاد الفجوة في علاقة الأشراف بالعهد السابق. ومن هنا ظهرت وارتفعت أسهم قبائل العرب والحميدات وظهر العديد من النواب في مناطق العرب وخاصة في قري الترامسة والجبلاو وقفط والمحروسة "البلاص سابقا" والبركة في جهاز أمن الدولة السابق وبعض المحافظين أصحاب النفوذ. يتنافس 147 مرشحا بخلاف مرشحي القوائم الحزبية والدائرة مخصص لها 8 مقاعد 4 قائمة و4 مقاعد فردي "مقعدان لكل من "مركز ومدينة قنا ومركز قفط" ومقعدان آخران ل مركزي "قوص ونقادة" وهذه التركيبة وتوزيع المقاعد قلما توجد في بعض الدوائر نظرا لوجود أربعة مراكز كبري تتباري علي هذه المقاعد وهي مراكز ومدن "قنا وقفط وقوص ونقادة" وهي مراكز انتخابية باستثناء نقادة المغلوبة علي أمرها والتي عانت الأمرين عند اضافة منطقة المحروسة من مركز قنا وجراجيوس وبعض قري قوص لها في الانتخابات السابقة والتي كانت أشبه بمثلث برامودا القاتل وخسرت نقادة مقعدي الشعب والشوري في الدورتين الماضيتين وأصبحت بلا نائب واقتصرت خدماتها علي نواب الشعب من أبناء قرية الدير بمنطقة المحروسة بمركز قنا في الشعب وأبناء قوص في الشوري من خلال حصدهم المقعدين معا طوال الدورتين الماضيتين. ولاعتبار مركز قوص مركزا انتخابيا من الطراز الرفيع نظرا لوجود قري مؤثرة في "حجازة الخرانقة وخزام والخمر والجعافرة" وغيرها مما يجعل تعاون هذه القري محمودا في منافسة معتادة مع المدينة وهذه المنافسة ايجابية للغاية تؤدي في النهاية الي حصد المقعدين معا علي حساب نقادة التي تعاني كثرة المرشحين بلا فائدة ولو اتفقت نقادة علي مرشح واحد لفازت به بسهولة. قفط وقنا ورغم ان مركز قفط انتخابي للغاية وبه بعض الأفراد المؤثرين وهم ممثلون لعائلات انتخابية من الدرجة الأولي يستطيعون ادارة المعركة وحصد أحد المقاعد وربما الطمع في المقعد الثاني وبما ان الوضع في هذا الوقت "برلمان الثورة" قد تغير كثيرا بعد ان فقد هذا المركز العريق بعض المساندات من زبانية الحزب الوطني في العهد السابق لبعض الأسر مما وضعها في موقف تحسد عليه وجعلها منافسا عنيدا لمركز ومدينة قنا عاصمة الاقليم مستقلة في ذلك عدم تلاقي عائلات قنا وتنافر كافة الأطياف وانشغال القبيلة الواحدة بالمقعدين معا دون التفكير في الصالح العام الذي يخدم جميع القبائل ومن ثم مدينة قنا الأكثر مكانة وشهرة بين كافة مدن المحافظة. أما عن التيار الاسلامي في الدائرة الأولي جنوبقنا فهو موجود منذ سنوات وشوكة الإخوان في قوص وقنا يعرفها الجميع وليست انتخابات 2005 و2010 ببعيدة عن الأذهان عقب نجاح وتفوق هشام القاضي نائب الاخوان الأسبق في قوص عام 2005 وحصوله علي أعلي الأصوات فقد كان لنجاحه وتعاطف الجماهير معه بعد اشتباكات دامية خسرت فيها الداخلية سطوتها ونفوذها وقد أعادوا الكرة ثانية في انتخابات 2010 وحشدوا له كل أباطرة الداخلية الكبار وزبانية أمن الدولة في جنوب الصعيد من أجل اقصائه مبكرا وحجب أصواته في أشهر واقعة تزوير واعتداء علي حرية الناخبين ولو استغل الاخوان وأحزاب الوسط والنور والاصلاح والتنمية وشباب السلفيين والجماعات الاسلامية الفرصة لحصلوا علي معظم مقاعد الدائرة ولاعزاء هنا للقبيلة كما يظهر تأييد الإخوة المسيحيين لقائمة الوفد في هذه الدائرة بالذات ومساندة الشباب القبطي لبعض الرموز المعتدلة المرشحة علي قوائم بعض الأحزاب الواعدة كالمصريين الأحرار والحرية وتحالف العدل الديمقراطي والكرامة وبعض النواب السابقين الذين تربطهم بهم صلات طيبة.