"لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين" هل يمكن أن تكرر الشرطة مع السجين عصام عطا نفس أسلوب التعذيب الذي اتبعته مع الشهيد خالد سعيد؟! أي يتم تعذيبه إلي درجة الموت؟! في حالة خالد سعيد تكاتفت أجهزة الدولة بما فيها الطب الشرعي مع الإعلام الحكومي مع شهود معينين لتبرئة الشرطة من دمه والقاء اللوم عليه وأنه أقدم علي الانتحار بابتلاع لفافة بانجو كتمت أنفاسه حتي فارق الحياة. وكان هذا التلفيق في قضية خالد سعيد أحد شرارات اندلاع ثورة 25 يناير بالإضافة إلي أسباب أخري كثيرة علي رأسها تزوير انتخابات مجلسي الشعب والشوري. ثم اعيد التحقيق في قضية خالد سعيد وتبين التزوير الفاضح في تقرير الطب الشرعي وشهادة الشهود وخسئ الإعلام الذي اطلق علي خالد سعيد شهيد البانجو. هل بعد هذا الدرس القاسي يمكن أن يكون عصام عطا قد تعرض لما تعرض له خالد سعيد علي يد الشرطة؟! أهل عصام يقولون - علي لسان شقيقه محمد علي عطا - إنه توفي نتيجة التعذيب الذي تعرض له في السجن وأنهم عندما زاروه وجدوا آثار التعذيب عليه ونفوا تماما أن يكون سبب موته ابتلاعه لفافة مخدرات. وشرح أهل عصام عطا - من خلال شقيقه أيضا - كيف تم القبض عليه وأنه يوم 25 فبراير الماضي كان يشاهد مشاجرة وقعت في المقطم وتم القبض عليه بتهمة الاستيلاء علي شقة بالمقطم وأنهم لا يعرفون مدة العقوبة المحكوم بها عليه. هذه رواية ووجهة نظر أهل عصام عطا.. وفي المقابل تقول النيابة في تحقيقاتها إن عصام كان يقضي عقوبة السجن لمدة ثلاث سنوات لاتهامه في قضايا سرقة الشقق بالاكراه وقد اصيب يوم الثلاثاء الماضي باعياء شديد وآلام مبرحة في البطن وقئ واسهال وتم نقله إلي مركز السموم بمستشفي قصر العيني إلا أنه توفي بعد ساعتين من وصوله. وأكد تقرير الأطباء والمعالجين أنه توفي إثر تناوله طعاما فاسدا أصابه بالتسمم وهذا الطعام - كما قال زملاؤه في السجن - حصله عليه اثناء زيارة أمه وشقيقته وخطيبته. وكشفت النيابة أن المعاينة اثبتت عدم وجود سجحات أو كدمات أو آثار تعذيب علي السجين.. وجاء التقرير المبدئي للطب الشرعي أنه توفي أثر تناوله مادة سامة وتم استئصال جزء كبير من امعائه واحشائه لتحليلها. من جهتها أصدرت جمعية أطباء التحرير بيانا أكدت فيه أن عددا من اطبائها تمكنوا من حضور عملية التشريح بعد موافقة الاطباء الشرعيين المسئولين عن التشريح وأوضحوا أن العملية تمت بحرفية عالية ودقة شديدة.. وأنه بالكشف الظاهري علي الجثة تبين عدم وجود أي اصابات داخلية أو كسور أو نزيف.. وتبين وجود جسم غريب بداخله مادة بنية اللون تشبه مخدر الحشيش بالإضافة إلي أقراص حمراء شبه سائلة. هذه رواية النيابة والطب الشرعي "تقرير مبدئي" وجمعية أطباء التحرير في مقابل رواية أهل القتيل عصام عطا. ولكن يبقي هناك عدة أسئلة: هل يمكن أن يكون الطعام الذي احضرته أسرة عصام مسموماً؟! وكيف يمكن تصديق ذلك؟ ثم كيف دخلت لفافات الحشيش إلي السجن.. فهل يتم دخول أهل السجناء دون تفتيش؟! وهل عصام مسجون سياسي كما أدعي أهله؟ أم مسجون إجرامي كما قالت الشرطة بتهمة السرقة وانه محكوم عليه بالسجن 3 سنوات؟! هذه الأسئلة تحتاج توضيحا.. وأعتقد أن القول الفصل فيها سيكون للنيابة العامة والتقرير النهائي للطب الشرعي. لكن السؤال الأهم: هل يمكن أن تكرر الشرطة أخطاءها بنفس الطريقة التي حدثت مع خالد سعيد؟! هذه المرة سوف تتضح الحقيقة فالظروف غير الظروف والأجواء غير الأجواء والحق أحق أن يتبع.