سوف يظل نهر النيل يتدفق بالخيرات وينعش الحياة علي ضفتيه.. إنه عطاء متجدد علي مدي التاريخ. فمنذ القدماء المصريين من الفراعنة الأوائل وغيرهم. والعمل يجري علي قدم وساق من أجل تحقيق الانتفاع بمياه هذا النهر الخالد. إنه بحق شريان الحياة. ويشغل بال المصريين في كل العصور.. فها هو السد العالي يؤكد أن خزانات هذا السد وكميات المياه التي يتم احتجازها تتم الاستفادة بها في فترات انخفاض الفيضان بمياه نهر النيل. والتي كان يطلق عليها في فترات سابقة "أيام التحاريق" وقد تمت إقامة العديد من المشروعات من قناطر وسدود لتحقيق أكبر استفادة من مياه النهر الخالد. وزيادة تدفق المياه في الترع ومختلف الفروع. واليوم تتحقق انطلاقة كبري في إطار هذه المشروعات. حيث افتتح الرئيس عبدالفتاح السيسي قناطر أسيوط. وهي من المشروعات الكبري التي تضاف إلي سجلات الاهتمام بمياه نهر النيل وتعتبر قناة أسيوط الجديدة نقلة حضارية كبري وبمثابة سدي عالي جديد. تساهم في نهضة زراعية وحضارية في مناطق متعددة بالصعيد. ويتصدر اهتمامات الدولة وفي مقدمة أولويات خريطة مشروعات التنمية الكبري وكذلك البنية التحتية بكل مكوناتها.. وقد تجسد هذا الاهتمام في إنشاء الهيئة العليا لتنمية الصعيد. كما أن وزارة الري تبذل جهودها للمساهمة في تلك المشروعات الكبري التي تتضمن تحقيق أكبر استفادة من مياه النيل.. والسعي بكل جدية واهتمام ونشاط لوصول هذه المياه إلي مختلف الفروع والترع. خاصة التي تقع في نهاية هذه الترع مع السعي دائماً لتطهير هذه المجاري للمساهمة في توفير المياه لأكبر مساحة من الأراضي الزراعية لتحقيق التنمية المستدامة بتلك المناطق في الصعيد. كما تتم الاستفادة بهذا المشروع العملاق بمياه النيل في توليد الكهرباء خاصة أن مشروع قناطر أسيوط يتضمن إنشاء محطة لإنتاج الكهرباء النظيفة من خلال 4 وحدات تنتج كل وحدة 8 ميجاوات بإجمالي قدرة 32 ميجاوات. كما أن مشروع قناطر أسيوط يشتمل علي مشروعات زراعية تخدم أكثر من 18 مليون نسمة في 5 محافظات بإقليم مصر الوسطي وتمتد ثماره في 5 محافظات بإقليم مصر الوسطي وتمتد ثماره إلي مليون و650 ألف فدان في محافظاتالجيزة والفيوم وبني سويف والمنيا وأسيوط وذلك بنسبة 20% من مساحة الأرض المزروعة بمصر حيث يتم تحسين حالة الري بها. علي جانب آخر قد أعاد الرئيس عبدالفتاح السيسي الحياة لمتحف سوهاج بعد تجميد استمر 30 عاماً.. وحقيقة هذا المتحف بداية لانطلاق المحافظة وإعادة مكوناتها علي خريطة التنمية السياحية بمصر والمتحف بمثابة لوحة فنية وحضارية يتحدث عنها كل أبناء سوهاج.. تلك عطاءات نهر النيل المتجددة. وكلما تضاعف اهتمامنا بهذا النهر ومجرياته سوف تجني مصر الكثير من ثمار هذه الخيرات.. وفي النهاية يبقي الحفاظ علي المياه مسئوليتنا جميعاً.