سيدتي : لا أعرف كيف أبدأ كلامي.. ولكن مشكلتي غريبة بعض الشيء وكما تقول لي أمي: لا يوجد مشكلة وأنني بنت تافهة. القضية بمنتهي البساطة أنني متزوجة منذ ثلاثة أعوام وافتقد كل علامات الحب فهو لا يكلمني إلا لو طلب مني طلبات علي أن أنفذها.. زوجي ليس شريرا وله أشياء تعجب أمي فهو يشتري طلبات المنزل ويرفض أن أنزل للسوق خوفا عليّ.. يساعدني لو كنت تعبانة.. يذهب بأبننا لطبيب الأطفال معي وهذه الأشياء تجعل أمي سعيدة به لكنني أرغب في سماع الكلام الجميل أرغب في علاقة حب.. أرغب أن أعيش شبابي لا عمر أمي مكتفية بالأمان كما تحب هي. أخشي ألا أتقي الله فيه خاصة وأن هناك من يحاول أن يرسل لي رغبته في ويبثني رسائل غرامية تلهب قلبي وتجعله ينبض بسرعة شعور لم أجربه مع زوجي أرجوك لا أطلب منك غير طريقة تجعله يتغير فرغم جفافه أنا أحبه ولكنه حب بارد يختلف عن تلك الحالة التي تصيبني عندما يراسلني صديقي الفيسبوكي وبالمناسبة تأكدت أنه رجل حقيقي وليس حسابا وهميا. عزيزتي : مشكلتك ليست تافهة بل مشكلة في منتهي القوة.. مشكلة قد تحيلك في لحظات لزوجة خائنة وقد تحيل زوجك الهادئ الرزين المحب ربما لقاتل وربما لرجل فاقد الثقة ببنات حواء قاطبة وربما جعلت من طفلك طفلا معقدا ممزقا بين أب في الشمال وأم في الجنوب. من قال لك ان تلك المشكلة بسيطة لم يقرأ بين السطور وربما لم يعرف بقية الاعتراف بالمشكلة وهي سماحك لذئب فيسبوكي بالتسلل لحصنك لهدمه ولا عزاء وقتها للخائنة التي ستكونين عليها. الزواج يا عزيزتي يختلف تماما عما نراه في الأفلام ونقرأ عنه في روايات عاطفية تزيد الفجوة بين الواقع والخيال . الزوج الذي يرعاك ويتعب نفسه حتي لا تتعبي في شراء طلبات منزلك والذي يساندك في البيت ويرعاك وطفلك ولا يتركك لمهامك وحدك هو زوج محترم راق يعرف قدر الزوجة ويقدر رعيته لك ولابنه فيؤدي واجبكما ولا أظنه مقصرا معك في الأمور الأخري ولكنه معتدل يعرف الفرق بين الزوجة العفيفة وفتاة يلتقطها من علي صفحات التواصل الاجتماعي بديلا عن فتيات الليل بالشوارع! الزوج الذي يتناغم معك فلو رآك متعبة قام بخدمتك ولو ذهب ليشرب جلب لك كوبا من الماء دون طلب ولو سمعك تشتهين ولو كوز ذرة عاد به في يده.. الزوج الذي يهمس لابنه أخفض صوتك ماما نائمة وترغب أن ترتاح قليلا مثله عملة نادرة يبحث عنها اليوم ومن تحصل عليه فقد فازت بالجنة.. في المقابل هناك أزواج يكتبون كل يوم قصائد غزل وربما يرسمك تاتو علي صدره وهو ليس أكثر من عاشق الفيسبوك الذي دغدغ مشاعرك . أفيقي وعودي لبيتك وزوجك قبل أن تندمي فلا تقابلي المودة والتناغم بالخيانة والغدر فهذا الذي دغدغ مشاعرك لا يعرفك ولكنه عرف أنك صيد سهل فلا تؤكدي ظنه وعودي لزوجك وتكلمي معه وأخبريه أنك صنف من النساء يعشق الكلام الجميل دون خجل فهل تخجلين من حلالك ولا تخجلين من الحرام.. هذا هو ردي وأعانك الله علي نفسك.