يتابع في الثامنة من مساء اليوم الثلاثاء عشرات الملايين من عشاق كرة القدم اللقاء الاول في المربع الذهبي لمونديال روسيا 2018 الذي يجمع بين منتخبي فرنسا الديوك وبلجيكا الشياطين الحمر "سان بطرسبرج" وهي المواجهة الدرامية فاحدهما سيصعد ويفرح في النهائي والاخر سيبكي علي ضياع الحلم. هذا اللقاء هو الثالث من نوعه الذي يجمع المنتخبين معا في المونديال فقد سبق أن التقيا مرتين من قبل كانت الغلبة فيهما للديوك الفرنسية الاول عام 1938 وفازت فرنسا بهدف نظيف والثاني في نسخة 1986 وفازت فرنسا ايضا 2/4في تحديد المركزين الثالث والرابع. ما يعني أن التاريخ ينحاز للديوك علي حساب البلجيك. ولكن كرة القدم تلك الساحرة المستديرة لا تعترف دوما بالتاريخ وهو ما ثبت يقيناً في تلك البطولة المليئة بالمفاجآت المدوية بعد خروج الكبار الواحد تلو الآخر المانيا واسبانيا واوروجواي والارجنتين والبرازيل. والليلة الهدف واحد لكل من الفريقين الفرنسي والبلجيكي وهو قطع تذكرة الصعود الي النهائي الحلم مباراة تحديد البطل في مونديال روسيا 2018 فكل من المنتخبين يمني نفسه ويحلم دون شك بالوصول إلي النهائي فرنسا للمرة الثالثة في تاريخها وبلجيكا للمرة الاولي. ويحمل المنتخب الفرنسي تاريخاً مشرفاً في سجل المونديال.. فهو البطل في نسخة 1998 والوصيف عام 2006 والثالث مرتين 1958 و1986 والرابع عام 1982. بينما بلجيكا كان أفضل إنجازاتها المركز الرابع عام 1986. ويسعي منتخب الديوك الفرنسية بقيادة ديديه ديشامب لتكرار إنجاز مونديال 1998 عندما حملوا الكأس الغالية علي أرضهم ووسط جماهيرهم وكان ديشامب أحد نجوم هذا الجيل الذهبي الذي سطر اسم فرنسا وقتها لأول مرة في السجل الذهبي لأبطال المونديال. ومنذ ذاقت الديوك الفرنسية طعم وحلاوة التتويج بالمونديال باتوا يحلمون في كل مشاركة مونديالية لهم بتكرار الانتصار.. ولكن علي مدار أربع نسخ متتالية لم يتمكنوا من ذلك. أما المنتخب البلجيكي القادم من بعيد في هذا المونديال الطموح الأبطال فهو طامع أن يحمل الكأس للمرة الاولي في تاريخه وتحقيق أفضل ممن أنجزه من قبل وقت حصوله علي المركز الرابع في نسخة مونديال 1986. وارتفع سقف الطموح البلجيكي إلي أبعد مدي ممكن لدي الجيل الحالي من اللاعبين بقيادة المدير الفني الاسباني للفريق روبرتو مارتينيز الذي نجح في تطوير أداء اللاعبين مع معاونه النجم الفرنسي السابق الشهير تييري هنري اللذين قاما ببث روح البطولة في أنفس هؤلاء اللاعبين وإشعال رغبتهم في التتويج بلقب المونديال. خاصة بعدما نجحوا بجدارة واقتدار في الاطاحة بنجوم السامبا في دور الثمانية. والمؤكد أن كلاً من المنتخبين سيرهق وبشدة نظيره الاخر في هذا اللقاء العصيب جدا فالديوك ازاحوا من طريقهم التانجو الأرجنتيني بعد مباراة قدموا خلالها الابداع الكروي المميز والبلجيك اطاحوا بالسامبا بعد اداء راق للغاية. وينتظر أن تشاهد الجماهير مباراة ولا أروع في الأداء الهجومي. فكلاهما يملك أوراقاً هجومية علي أعلي مستوي ولا يوجد لأي منهما تحفظات دفاعية أكثر من اللازم. فكلاهما يرفع شعاراً واحداً "إن الهجوم خير وسيلة للدفاع". والديوك لديها جريزمان ومبابي وجيرو وبوجبا بينما بلجيكا تملك هازارد ودي بروين والقاطرة البشرية لوكاكو ما يعني أن الدفاع وحارسا المرمي بالفريقين وسوف يعانوا اشد المعاناة في تلك المواجهة. وسيزيد من المعاناة والمتاعب الليلة ان كلاً من الفريقين كتاب مفتوح للآخر.. فبعد أن خاض كل منتخب منهما خمس مباريات حتي الآن باتت كل الأوراق مكشوفة والخطط الفنية معلومة تماما. ولكن ما سيحدث الفارق لمنتخب علي حساب الآخر هو اكتشاف ثغرة جديدة لدي المنافس أو استثمار أخري معروفة بالفعل علي النحو الذي يحقق الانتصار سواء للديوك الفرنسية أو بلجيكا. ويلعب المنتخب الفرنسي بطريقة 1/3/2/4 حيث يملك رأس حربة صريحاً واحداً فقط هو لم يسجل حتي الآن "اوليفيه جيرو" لكنه يسبب الإرهاق والإجهاد لدفاعات الخصم لكثرة تحركاته . ومن خلف جيرو يتمركز المثلث الهجومي مبابي في اليمين وتوليسو في اليسار وبينهما جريزمان وهذا الثلاثي يتراجع للخلف بالكامل في حالة الدفاع منضما الي محوري الارتكاز بوجبا وكانتي وفي الدفاع يلعب الرباعي الظهيران الايمن بافارد والايسر لوكاس هيرنانديز وبينهما قلبا الدفاع فاران وصمويل اومتيتي. أما المنتخب البلجيكي فيلعب بطريقة 3/4/3ويؤدي فيها كومباني وبجواره في الدفاع توبي الديرفيريلد ويان فيرتونخين وفي الوسط الرباعي توماس مونيير ومرواني فلايني وناصر الشاذلي واكسيل فيتسل. بينما القوة الهجومية للفريق البلجيكي تتركز في الثلاثي إيدن هازارد. وكيفن دي بروين. ورأس المثلث القاطرة البشرية لوكاكو. وهؤلاء اللاعبون الثلاثة يمثلون رعباً حقيقياً لأي خط دفاع أمامهم .