تدق اليوم الجمعة في الرابعة عصرا بتوقيت القاهرة طبول معارك الجد. الثمانية الكبار في مونديال روسيا 2018 وذلك بانطلاق مباريات دور الثمانية. وتبدأ معارك الجد في دور الثمانية بمواجهة مثيرة للغاية أوروجواي مع فرنسا ويليها في الثامنة مساء بتوقيت القاهرة لقاء الشراسة والعناد البرازيل مع بلجيكا. مع انطلاقة دور الثمانية لم تعد هناك مفاجآت أو أوراق سرية لكل المنتخبات فقد باتت كل العناصر من اللاعبين مكشوفة لبعضها البعض الجديد فقط الذي سيصنع الفارق هو إعادة توظيف بعض اللاعبين بطريقة أو أخري ما يمكنهم من أداء مهام إضافية تمنح أي فريق مزيدا من القوة أمام منافسه. سيصنع الفارق أيضا نجاح أي مدرب في وضع الخطة الأنسب لإيقاف خطورة اللاعبين البارزين من فئة النجوم فتعطيلهم بالملعب يعني تعزيز فرص فريقه في تحقيق الانتصار وخطف بطاقة الصعود إلي دور الثمانية. خارج التوقعات وعودة للمباريات مرة أخري تبدو مواجهة أوروجواي مع فرنسا خارج أي توقعات فكلاهما بطل سابق للمونديال أبناء أمريكا اللاتينية مرتين في الماضي البعيد نسبيا 1930 و1950 بينما الفرنسيون الأوروبيون فازوا بها حديثا 1998. والفريقان التقيا من قبل ثلاث مرات جميعها كانت بالدور الأول في نسخ 1966 وفازت أوروجواي 1/2 و2002 و2010 انتهت المباراتان بنفس النتيجة بدون أهداف ليظل التفوق التاريخي للأوروجواي. وبدون شك فإن مواجهة اليوم تختلف كليا عن الثلاث السابقة فهي تضع الفائز ضمن الأربعة الكبار في العالم وتقترب به من المنافسة علي اللقب . وما يزيد من تعقيدات التكهن بنتيجة اللقاء هو تمكن الفريقين من تحقيق المفاجأة في دور الستة عشر وأطاح كل منهما بمنافسه الذي كان صاحب الحظ الأوفر في إمكانية الفوز حيث تغلبت أوروجواي علي البرتغال وتفوقت فرنسا علي ميسي ورفاقه نجوم التانجو الأرجنتيني. ويسعي كل من الفريقين تعويض ما فاتهما في مونديال البرازيل 2014 بعدما ودعت أوروجواي من دور الستة عشر والديوك الفرنسية من دور الثمانية ولكن كانت آخر مرة بلعت فيها اوروجواي المربع الذهبي ليست ببعيدة وانما في نسخة 2010 فيما وصلت فرنسا لنفس الدور بنسخة 2006. والصراع الأكبر في لقاء اليوم سيكون بين المدربين المخضرم الثعلب العجوز أوسكار تاباريز أكبر مدربي المونديال والنجم الفرنسي السابق ديديه ديشامب وهو صراع اثبات القوة والنفوذ بالمونديال هو صراع إعادة كتابة التاريخ الكروي من جديد. تراهن أوروجواي علي امتلاك خط دفاع قوي يساعدها في التفوق علي المنافسين بجانب وجود مهاحم ولا أشرس فنيا وبدنيا لويس سواريز وإن كان الفريق سيفتقد لجهود المهاجم القوي أيضا كافاني المصاب وغير المؤكد مشاركته في اللقاء. في المقابل يبدو منتخب الديوك الفرنسية أكثر عنفا في الجانب الهجومي بالمونديال الحالي في ظل امتلاكه للثلاثي بوجبا وجريزمان والصاعد بسرعة الصاروخ كيليان مبابي الذي بات حديث روسيا كلها بعد تسجيله هدفين بشباك التانجو الأرجنتيني. السامبا وبلجيكا في المباراة الثانية تلعب البرازيل مع بلجيكا في مواجهة مكررة للمباراة الوحيدة التي جمعت بين المتتخبين بالمونديال في نسخة 2002 وكانت بنفس الدور أيضا الثمانية ووقتها فازت السامبا بهدفين للاشيء وأطاحت بالبلجيك إلي خارج البطولة. بالتأكيد لا مجال للحديث عن أي ثأر كروي الليلة فالهدف الأساسي للبلجيك هو تحقيق الفوز الذي سيعد بدوره ثأرا وردا علي خسارة الماضي بجانب أن المباراة اليوم هي معركة بين الأصدقاء فالكثير من اللاعبين بالفريقين يلعبون سويا في الأندية الأوروبية الكبري . وعلي سبيل المثال ثلاثي باريس سان جيرمان الفرنسي نيمار وتياجو سيلفا ضد توماس مونييه وثلاثي تشيلسي ايدن هازارد وكورتوا ضد ويليان وثنائي ليفربول فيرمينو ضد سيمون موينيوليه وسداسي مانشيستر سيتي الانجليزي كيفين دي بروين وكومباني ضد جيسوس وفيرناندنيو ودانيلو وايدرسون . وقبل المباراة تصب معظم التوقعات والترشيحات لصالح نجوم البرازيل وهو الأمر الطبيعي جدا بسبب الفوارق العديدة التي تمنح الافضلية للسامبا علي الورق أولا بينما لا أحد يعلم ما الذي سيدور بين المنتخبين داخل المستطيل الأخضر. تاريخ البرازيل وتملك البرازيل تاريخا عريضا في المونديال فهي المنتخب صاحب أكبر عدد من مرات التتويج باللقب خمس مرات بينما أفضل ما حققته بلجيكا هو الوصول إلي المربع الذهبي عام 1986 والحصول علي المركز الرابع. ولكن في تلك المرة يملك منتخب بلجيكا طموحا عريضا للوصول إلي أبعد مدي ممكن في ظل وجود لاعبين من فئة النجوم المميزين ويقودهم اثنان من المدربين الشباب روبرتو مارتينيز ومعاونه النجم الفرنسي السابق تييري هنري. وتضم كتيبة النجوم البلجيك كلاً من هازارد ولوكاكو وكيفن دي بروين وكومباني وتوماس مونيير وكاراسكو وميرتنيز ومروان فلايني وناصر الشاذلي . ولكن ينظر الجميع للبرازيليين أنهم المنتخب الأكبر في المونديال حاليا بعد خروج الأرجنتنيين والإسبان وقبلهم الالمان وجميعهم يمثلون القوي التقليدية في كأس العالم علي الدوام. وربما تؤدي تلك النظرة إلي مزيد من الضغط علي نجوم السامبا المطالبين الآن بالتتويج ولا شيء سواه بعدما بات الطريق ممهدا لهم نحو الحصول علي النجمة السادسة. وتمتلك البرازيل واحدا من أبرز نجوم الكرة في العالم وهو نيمار ومعه رفاقه كوتينيو وويليان وخيسوس وتياجو سيلفا وفيرمنيو ولويس روزا وميراندا ومارسيللو الذي تماثل للشفاء.