اقتنص منتخب ألمانيا فوزاً قيصرياً أشبه بالولادة المتعثرة من منتخب السويد في الثواني الأخيرة ضمن منافسات الجولة الثانية من المجموعة السادسة لكأس العالم 2018 علي ملعب فيشت الأوليمبي في سوتشي بشق الأنفس واستطاعت ألمانيا التي قلبت تأخرها بعشرة لاعبين وأبقت علي مكانتها كبطل سابق للعالم وبعد ان كانت علي وشك وداع البطولة قبل ظهور البطل توني كروس في الوقت بدل الضائع ليعيد تشغيل الماكينة المعطلة مرة أخري بعد توقفها طوال ال95 دقيقة هي عمر المباراة وحولت الذهول الموجود بالمدرجات لبكاء هيستيري من الجماهير واللاعبين الذين لم يصدقوا أنفسهم كمنتصرين في هذه الموقعة غريبة الأطوار لتثبت ان الكبير كبير. وظهرت النوايا الألمانية الهجومية مبكراً جداً. وأسفرت عن فرصة مؤكدة في الدقيقة الثانية بعد ان هرب تيمو فيرنر خلف الدفاع السويدي علي الجبهة اليمني. ويرسل عرضية أرضية قابلها يوليان دراكسلر بتسديدة تم ابعادها عن خط المرمي من الدفاع السويدي المستميت. إلا ان سيناريو الإعصار الألماني المتوقع لم يكن أمراً واقعاً في الشوط الأول. خصوصاً عندما أهدرت السويد فرصة مؤكدة في الدقيقة 12.. المهاجم ماركوس بيرج انفرد بالمرمي لمسافة بعيدة وبعد مطاردة قوية من المدافع أنطونيو روديجير فشل بيرج في ترجمة الفرصة مع تدخل محتمل من مدافع تشيلسي إلا أن حكم المباراة البولندي سيمون مارشنياك أمر باستمرار اللعب. وحكام تقنية الفيديو لم يخبروه بما يستدعي إيقاف اللعب. بعد 26 دقيقة من عمر اللقاء تعرض لاعب الوسط الألماني سيباستيان رودي لركلة قوية في أنفه. تسببت في نزيف غزير وبعد 4 دقائق من محاولة إيقاف النزيف واستعادة التوازن قرر لوف الحفاظ علي لاعبه وسحبه مشركاً إلكاي جوندوجان المغضوب عليه من قبل الجماهير الألمانية بعد صورته المثيرة للجدل مع طيب أردوغان. وعلي ما يبدو فلم يكن رودي الوحيد الذي فقد جزءاً من وعيه في تشكيلة ألمانيا بل زميله في خط الوسط توني كروس الذي تسبب بتمريرته الخاطئة في وصول الكرة لاحقا لأولا تويفنين مهاجم السويد في وضعية مميزة بالدقيقة 33 لينهيها المهاجم بلمسة رائعة في شباك الحارس مانويل نورير الذي وقف عاجزاً. جاء أول رد فعل ألماني غاضب بعد الهدف بواسطة البديل جوندوجان الذي سدد من مسافة بعيدة في الدقيقة 39 والحارس أولسن أوقفه قبل ان يفشل توماس مولر في متابعة الكرة بشكل ناجح أمام التدخل الدفاعي. تواصل الكابوس السويدي عندما انطلق إيميل فورسبرج في هجمة مرتدة ليمررها عرضياً لفيكتور كلايسون الذي كاد يسجل لولا التدخل البطولي من يوناس هيكتور ظهير أيسر ألمانيا. وفي الدقيقة الثانية من الوقت المحتسب بدلاً من الضائع تصدي نوير لرأسية بيرج الذي ترجم عرضية سيباستيان لارسون بشكل مميز. بين الشوطين لم يضع لوف كثيراً من الوقت وأقحم المهاجم ماريو جوميز بدلاً من دراكسلر. الشوط الثاني وكما بدأت ألمانيا الشوط الأول بهجوم كاسح بدأت الشوط الثاني بمشهد مماثل كان أكثر فاعلية وتأثيراً هذه المرة إذ سجلوا هدف التعادل في الدقيقة 47 بواسطة ماركو رويس الذي سجل مستخدماً الركبة اليسري. توماس مولر كاد يخطف تقدماً سريعاً لألمانيا بعد 3 دقائق بضربة رأس من عرضية توني كروس. إلا أن الكرة جاوزت المرمي. مد الماكينات استمر ليهدر يوناس هيكتور فرصة جديدة في الدقيقة 57 بعد عرضية فيرنر النشط مع تحرره بدخول جوميز في مركز المهاجم الصريح. فيرنر واصل انطلاقاته من الجبهة اليسري. وأرسل عرضية خطيرة في الدقيقة 72 من جديد أمام ارتباك القائد السويدي جرانكفيست الذي كاد يسجل في مرماه. إلا ان الكرة اصطدمت بالحارس. في الدقيقة 82 تأزم الوضع الألماني. بعد تحصيل جيروم بواتنج علي بطاقة صفراء ثانية جراء التدخل في حق بيرج والحكم استعان بتقنية الفيديو لاشهار البطاقة المصيرية ليترك مدافع بايرن ميونيخ زملاءه في صراع وجودي. في الدقيقة التالية أنقذ نوير بلاده من موت محقق بتصديه لرأسية جرانكفيست أمام متابعة البديل جون جوديتي الذي كاد يضع الطعنة الأخيرة في جسد الماكينات. واصل لوف تجميد أوزيل علي دكة البدلاء وفضل اقحام يوليان براندت كاستبدال ثالث في الدقيقة 87 بدلاً من هيكتور. جوميز كاد يصنع ما دخل لأجله بضربة رأسية في الدقيقة 88 بعد عرضية كروس. إلا ان الحارس أولسن صنع أحد أفضل تصديات مونديال روسيا وأبقي علي نتيجة التعادل قائمة. وكانت أخطر الفرص الألمانية في اللقاء جاءت بالدقيقة الثانية من الوقت بدلاً من الضائع عندما سدد البديل براندت محطماً القائم السويدي الأيمن. دون أن يقدر علي هز الشباك. وفي الدقيقة الخامسة من الوقت بدلاً من الضائع أطلق توني كروس لمسته السحرية التي كانت بمثابة قبلة الحياة للجسد الألماني المهدد بالفناء.. كروس استغل ركلة حرة علي حدود المنطقة قام رويس بلمسها. قبل أن يسددها لاعب وسط ريال مدريد بشكل رائع مسقطاً الحارس أولسن المتألق. بتلك النتيجة رفعت ألمانيا رصيدها ل3 نقاط فيما تجمد رصيد السويد عند 3 نقاط لتتشابك حسابات المجموعة التي لم يضمن فيها أي منتخب تأهله أو خروجه حتي اللحظة.