مع انتهاء انطلاق السباق الرمضاني. واتضاح الصورة لمعظم الأعمال الرمضانية الدرامية. فوجئ المشاهدون بوجود عدد كبير من الأعمال التي تتشابه في فكرتها وأحداثها مع عدد من الأعمال الأجنبية سواء كانت إسبانية أو أمريكية. والأمر لم يتوقف عند تشابه الأحداث فقط بل امتد في بعض الأعمال ل"نحت" مشاهد بعينها. لتقع تلك الأعمال في فخ الاقتباس. البداية مع مسلسل "ضد مجهول" للنجمة غادة عبدالرازق والذي حقق نجاحاً كبيراً منذ عرض أولي حلقاته. واتهم المشاهدون أسرة العمل باقتباس بعض المشاهد بنفس الأسلوب من بعض الأفلام الأجنبية. من بينها المشهد الذي يتم فيه الاعتداء علي ابنتها اثناء حديثها معها علي الهاتف. وتظهر فيه "ندي" وتجسدها غادة عبدالرازق داخل سيارتها وهي تحاول الوصول إليها في أسرع طريقة ممكنة. لكن زحام السيارات يمنعها. فتترك سيارتها وتجري في الشارع بعد سماع صراخ ابنتها. إلا انها تصطدم بعد ذلك بأحد الأشخاص وتقع أرضاً وينكسر هاتفها. أكد المشاهدون أن هذا المشهد هو استنساخ من فيلم "an eye eye for" والذي تم انتاجه عام 1996. أما المشهد الثاني فكان مشهد تغسيل ابنتها بعد مقتلها. حيث كانت تسترجع ذكرياتها معها خلال مشهد الغسل. وهو ما أكد المشاهدون اقتباسه بالكامل من المسلسل التركي الشهير "شكر" الذي يظهر فيه الأب العجوز وهو يسترجع ذكريات طفولة ابنه الشاب الذي مات ويقوم بتغسيله. الأمر لا يختلف مع مسلسل "لعنة كارما" للفنانة اللبنانية هيفاء وهبي والتي جاءت قصته مشابهة لقصة المسلسل الأسباني الشهير de papel la Casa. ولم يقتصر الأمر علي اقتباس هيفاء لقصة المسلسل بل امتد ليشمل كذلك محاكاتها لنفس "لوك" بطلة المسلسل الأسباني. أما مسلسل "عزمي وأشجان" فأكد الكثيرون انه صورة طبق الأصل من فيلم "عصابة حمادة وتوتو" للزعيم عادل إمام والفنانة لبلبة. ليخرج حسن الرداد نفسه بعد ذلك ويؤكد انه مفتبس عن فيلم أمريكي كشف بعض المشاهدين عن اسمه fun with Dick and jane للنجم جيم كاري. وتدور أحداثه حول زوجان يعملان في وظائف عادية. وفي أحد الأيام يكتشف "ديك" أن رئيسه نصاب وأن الشركة أعلنت إفلاسها وأنه أصبح عاطلاً. وتبدأ بعدها رحلته للبحث عن وظيفة بشكل كوميدي لكنه يفشل في ايجاد وظيفة ولا يجد أمامه أي حل لإطعام عائلته سوي اللجوء للسرقة. لتساعده زوجته "جاين" في عمليات السرقة. ولم يبتعد مسلسل "ليالي أوجيني" للنجم ظافر العابدين عن فكرة الاقتباس. حيث إن القصة الرئيسية للمسلسل مقتبسة عن احدي المسلسلات الأسبانية الشهيرة بعنوان "أكاسيا". وهو ذاته الاقتباس الذي اعتمد عليه مسلسل "الرحلة 710" المأخوذ عن مسلسل إسباني يناقش فكرة الأمراض النفسية التي تؤثر علي تعامل الإنسان مع المجتمع. وكذلك مسلسل "الشريط الأحمر" للفنان أحمد فهمي والمأخوذ عن فورمات عالمية عن مرضي السرطان والذي تم تنفيذه في أكثر من 13 دولة وطرحت منه أكثر من نسخة بلغات مختلفة ومنها الإسبانية والأمريكية والإيطالية والفرنسية. وحول فكرة الاقتباس والتمصير قال الكاتب والسيناريست بشير الديك: لا أري عيباً فيها ولا اعتبره كما يقول البعض افلاس بل علي العكس ولا يمكن لأي مؤلف أن يقوم بها بل أنها تحتاج لمؤلف واع ومثقف يمتلك أدواته جيداً خاصة وأن التمصير يتطلب جهداً كبيراً وخيالاً واسعاً من الكاتب حتي ينقل تفاصيل مجتمعه بشكل مختلف عن القصة الحقيقية. أما الكاتب والسيناريست فداء الشندويلي فقال: الدراما المصرية تعاني من أزمة حقيقية لأن بعض الأعمال المقتبسة يتم نقلها نصاً دون تغيير وهنا تكمن المشكلة. فالتمصير هو المطلوب لأنه يراعي الأفكار والتقاليد والعادات وبالتالي يصبح أكثر ارتباطاً بالمشاهد. مؤكداً انه رغم نجاح عدد من الأعمال التي تم اقتباسها وتمصيرها خلال السنوات الأخيرة إلا أن هناك عشرات الأعمال الأخري التي لم تلق النجاح لعدم قدرة المؤلفين علي الربط بين القصة الموجودة والواقع المصري والعربي الذي نعيشه. الفنان القدير عزت العلايلي أكد أن الاقتباس دليل واضح علي الافلاس في الكتابة والابداع. مشيراً إلي أن أي مسلسل يكون في الأصل فكرة. وإذا تكررت الفكرة فهذا دليل علي الفشل وعدم القدرة علي الابتكار. مضيفاً: أن الأعمال المصرية منذ القدم سواء كان العمل سينمائياً أو تليفزيونياً له طابع خاص يعكس واقع المجتمع ومشكلاته. وللأسف معظم الأعمال التي يتم عرضها خلال السنوات الأخيرة مقتبسة سواء عن أعمال أمريكية أو إسبانية ولهذا فهي تبتعد عن واقعنا. ويغلب عليها طابع الأكشن والعنف أو العادات المغايرة لمجتمعنا.